ندوة عين الصقر.. دعوات تنادي بعودة السينما للشعر
أدب نيوز- الظهران:
شهدت ندوة كتاب “عين الصقر.. رمزية الصحراء في السينما وارتباطها بالثقافة المحلية” حالة من التناغم الشديد بين المنصة وجمهور الحاضرين في الندوة، التي تأتي ضمن برامج مهرجان أفلام السعودية في دورته السابعة بتنظيم من جمعية الثقافة والفنون بالدمام، بالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة، في الفترة من 21 -27 ذو القعدة 1442هـ الموافق (1 -7 يوليو 2021م).
وبدا واضحاً تعطش الجميع لفهم طبيعة العلاقة التي من الممكن أن تربط بين السينما والصحراء في المستقبل.
وتحدث الكاتب الروائي “عواض العصيمي” عن دراسته وعن التيمات الأساسية في الصحراء السعودية مثل: الترحال وعلاقة الإنسان بالصحراء في زماننا هذا والأزمنة الأخرى.
أكد أنه مستعد لعمل فني للتقريب بين العالمين، أي “السينما والصحراء”، متمنياً من المنتج الروائي أن يتحول لعالم مرئي يراه المشاهدون ليس على مستوى العرب فقط بل وغيرهم، لافتًا إلى أن هذا الأمر سيكون له عائد ثقافي ومعرفي لمصلحة الوطن بشكلٍ رئيس.
ودعا الناقد المغربي “كيروم حميد عموم”، الجمهور إلى ضرورة تغيير مفهومنا التقليدي عن الصحراء؛ لأنها ليست فضاء واقعياً، وإنما هي فضاء متخيل نستطيع أن نصنع فيه أموراً تتجاوز الواقع، ولفت إلى أن الصور السينمائية تستطيع استعمال أدق تفاصيل الأشياء، ومنها الصحراء الغنية بالمشاهد المثيرة والمعاني الحية المتمثلة في الشعر، مطالباً بعودة السينما للشعر، كونه أدباً سبق السينما بآلاف السنين، إلا أنهما أصبحا فنين متجاورين؛ فهما من نتاج الفكر الإنساني المبدع، وتجمع بينهما سمات وتفرق بينهما أخرى، ولكن هناك علاقة حميمة ما تنفك تجمع بين الفنين.
وفي ندوة “كنوز وخفايا الصحراء” ضمن برنامج “مخيال الصحراء”، أوضح الباحث والمستكشف “معاذ العوفي”، أن رحلاته ساعدت في تكوين شخصيته كمصور، فعندما سافر كثيراً انقطع خلالها عشر سنوات بعيداً عن السعودية، وبدأ ينشر المحتوى الذي قام بتصويره في سفرياته، واكتشف أنه أصبح غريباً عن المدينة المنورة، فبدأ بتصوير أرجاء المدينة المنورة؛ ليكتشف أن بها الكثير من المناطق السياحية التي لم يعرفها من قبل، لدرجة أن بعض من شاهد صوره عن السعودية وعن المدينة المنورة لم يتوقع أن تلك المشاهد في السعودية.
واستعرض “العوفي” أهم الاستكشافات وعجائب الصحراء التي من الممكن أن تُستخدم في صناعة الأفلام، موضحاً أهم الأدوات التي استخدمها في صناعة أفلامه الخاصة.
وعن الأفلام المعروضة مساء أمس كشف المخرج سلطان الغامدي مخرج فيلم “بيضة تمردت”، الذي عُرض أمس على شاشة المهرجان، أن عملية إنتاج فيلمه كانت كلها في منزله، وذلك نظراً لما أحدثته جائحة كورونا، وما رافقها من ظروف حجر صحي استمر لعدة أشهر طويلة.
وقال إنه واجه بعض الصعوبات في إنتاج هذا الفيلم في فترة الحجر، تمثلت في عدم تمكنه من الخروج خارج المنزل لأخذ معدات التصوير والمونتاج، وأيضاً ضيق مساحة التصوير لديه في المنزل، لافتاً إلى أنه استخدم كاميرا واحدة فقط في إنتاج العمل، وبمعدات بسيطة جداً.
أما عن فيلم “سيدة البحر” أوضحت شهد أمين، المؤلفة والمخرجة، أن عملها السينمائي ليس فانتازياً فقط، وإنما يمثل سحر الواقع؛ وذلك لأن الفيلم لم يتبع تقنية الفانتازيا وإنما يمثل رحلة حياة.
وأضافت أن فيلمها “سيدة البحر”هو استكمال لقصة فيلم “حورية وعين” الذي صدر عام 2012 وفي “حورية وعين” كان الأب هو الذي يقتل ابنته، أما “سيدة البحر” فهو رحلة فتاة تتصالح مع جسدها، فشخصية “حياة” شخصية مجازية تمثل الفتيات؛ حيث تخشى البطلة من جسدها حتى تصل لمرحلة التصالح مع ذلك الجسد.
وحول استلهام الطقوس الخاصة بالنساء في الفيلم، قالت “شهد” إنها استلهمت الطقوس والأناشيد من عادة وأد البنات في الجاهلية، مضيفة أنها استعانت بالأهازيج الشعبية القديمة، وحاولت مع الصيادين الكويتيين والصيادين الإماراتيين، ولكنها لم تتمكن من الاستعانة بتلك الأهازيج فلجأت للاستعانة بأهازيج الصيادين في عُمان في المنطقة التي تم تصوير أحداث الفيلم فيها، ولفتت إلى أن الأهازيج تمت بعد مرحلة التصوير في جدة وتم إعطاؤها طابعاً حجازياً، مع الأخذ في الاعتبار أن كُتّاب تلك الأهازيج عراقيون.
وفي “استوديو المهرجان” البرنامج الذي تبثه قناة المهرجان في نسخته السابعة مرتين يومياً، ويقدمه إبراهيم الحجاج ويستضيف نجوم الفن السينمائي من ممثلين ومخرجين ومنتجين؛ وذلك لإلقاء الضوء على مسيرتهم الفنية والتحديات التي واجهتهم، وكيف نجحوا في تحقيق جزء كبير من طموحاتهم الفنية.
استضاف الاستوديو الشخصية الخليجية المكرمة في الدورة السابعة، المخرج البحريني بسام الذوادي، الذي تحدث عن بداياته الفنية، ودور السعودية في صقل موهبته الفنية، قائلاً: “تعلمت من السعودية، وبدايتي الفنية كانت هنا في السعودية؛ حيث أخذتني والدتي لمشاهدة فيلم “شباب مجنون جداً”، وكنت طفلاً صغيراً حينها، وتأثرت كثيراً بهذا الفيلم وبالشاشة التي شاهدته عليها، وبعدها وفي منتصف السبعينيات عدت للبحرين، وكنت أعمل خلال الإجازة الصيفية في وزارة الداخلية، وجاءني موظف يعرض عليّ شراء بروجكتور وكاميرا “8” مللي ومجموعة أفلام خام، وبالفعل اشتريتهم منه، وكان أول فيلم أقوم بتصويره هو مقطع لوالدي وهو يحاول إيقاف سيارته.