أتاتورك في متحفه وقبره
بقلم – دكتور صالح الشحري:
هذا من أكثر معالم “أنقرة” عاصمة تركيا لفتا للأنظار ، يقوم علي مرتفع سخي في جماله الطبيعي يطل علي المدينة، يبدو المتحف و كأنه قلعة قديمة، إستوحي مصممها من الطراز الفرعوني و الروماني الكثير حتي أن هناك طريقا ذكرنى في تماثيله و ترتيبه بطريق الكباش في الأقصر.
بُني المتحف بالحجر الصخري الذي يذكرك بقوة الجبال، فكرة المتحف قائمة على أن يحكي قصة الإستقلال التركي و أبطاله ونشوء الدولة، المتحف كله مرتكز علي تخليد الشخص أي أتاتورك خلافا لما خلد به سلاطين بني عثمان أنفسهم ببنائهم المساجد والإجتهاد في عمارتها.
يبدو المتحف فقيرا في احتوائه علي ما يظهر إسلامية تركيا، يضم المتحف بالطبع صور أتاتورك ومقتنياته كلها مثل: الأقلام، الساعات، العربات الفارهة، الملابس، المكتب الباذخ الجمال، و توحي كلها بالحياة المرفهة التي كان يعيشها.
يجتمع في المتحف كل ما كتبه أتاتورك ، الصفحات المفتوحة مكتوبة بالحرف العربي.
يبدو لي أن الأتراك مولعون بتقديس زعمائهم بطريقة ينافسون فيها العرب.
بني أتاتورك مجده علي حرب الإستقلال التي حرر فيها بعض ممتلكات السلطنة العثمانية في الأناضول، وقد أنعشت إنتصاراته العرب وظنوا أنها إحياء لقوة الخلافة، خاصة وأن مصر مثلا كانت ترزح تحت الحكم البريطاني فمدحه “أحمد شوقي” بقصيدته الشهيرة:
الله أكبر
كم في الفتح من عجب
يا خالد الترك جدد خالد العرب
لكن العرب كانوا أعظم خيبة من سواهم حين أنهي الخلافة و أسس جمهورية تركيا العلمانية و حول الكتابة إلي الحرف اللاتيني بدل الحرف العربي.
و اخيرًا، سجل “أحمد شوقي” خيبته وخيبة ظن العرب في أتاتورك بقصيدته التي مطلعها:
عادت أغاني العرس رجع نواح
و نُعيت يوم مواسم الأفراح