“الحرب والسرد” كتاب حديث يرصد تجربة الجزائرى واسينى الأعرج
أصدرت الهيئة العامة للكتاب ضمن سلسلة “دراسات أدبية” منذ أيام قليلة كتاب “الحرب والسرد رواية رماد الشرق لواسينى الأعرج نموذجًا” للدكتور محمد أبوعوف، ويتكون الكتاب من ستة فصول إضافة للمقدمة والخاتمة.
هذا الكتاب هو الدراسة الأولى التى أفردت للروائى الجزائرى واسينى الأعرج فى مصر، والدراسة الأولى التى أفردت لرواية من أهم الروايات التى صدرت للكاتب، حيث جاء ذكرها ودرست فى كتب أخرى لكن مع أعمال مجمعة للأعرج.
تحدث أبوعوف فى الفصل الأول “أدب الحرب فى روايات الأجيال” عن روايات الأجيال التى تناولت الحرب مؤرخًا لها، وساردًا لمسارها وتطورها لأن الرواية محل الدراسة تنتمى لروايات الأجيال.
والفصل الثانى المدخل التاريخى وضع القارئ أمام الواقع التاريخى للمنطقة العربية – وهو الذى تناوله الأعرج فى الرواية – بداية من الثورة العربية الكبرى وصولًا لسقوط برجى التجارة العالمي، حتى يكون القارئ على دراية بالأحداث الحقيقية.
وقسم الدراسة إلى أربعة محاور، المحور الأول هو مقدمة الرواية فيقول فى مقدمة الفصل:” قدم واسينى الأعرج روايته رماد الشرق فى مائة وست وأربعين صفحة، قبل أن يبدأ فى الأحداث الحقيقية التى جاءت على لسان بابا شريف واسترجع فيها الأحداث، وظهر على لسانه كل الشخصيات التاريخية الأساسية والفرعية.
وفى هذه المقدمة عرض القضايا كلها التى حكاها بالتفصيل داخل الرواية.
ويمكننا أن نعتبر المقدمة هى تلخيص للرواية التى تتكون من جزئين “خريف نيويورك الأخير” والجزء الثانى “الذئب الذى نبت فى البراري” ومجموع صفحاتهم ألف ثلاث وثلاثين صفحة”.
والمحور الثانى هو المنظور الروائي، وهو الفصل الأطول فى الكتاب تكون من خمسين صفحة وقال فى التمهيد: ” فأى رواية أو أى أمر يُروى أو ينقل بأى شكل من الأشكال له منظور معين، وفى مجال الرواية فالكاتب لا يروى بنفسه للقارئ، إنما يتخفى خلف راوٍ تخييلى أو ما يسمى “الأنا الثانية للكاتب”، أو عدة رواة، كل يروى من وجهة نظره، وتكتمل الرؤية للمتلقى من خلال تجميعه للروايات المختلفة أثناء القراءة.
وقد استخدم واسينى أكثر من راوٍ فى هذا العمل، فهى رواية متعددة الأصوات (البوليفونية)”.
والمحور الثالث “ثنائية الحب والمقاومة” عرض بشكل منفصل قصص الحب فى الرواية، وكيف أثرت فى مسار الأحداث، ودور المرأة فى تاريخ المنطقة من خلال الشخصيات الروائية، ويقول “طرح الأعرج من خلال الحب قضايا مهمة، كما أنه ناقش من خلاله الفارق بين مقاومة الرجل ومقاومة المرأة، فالمرأة ترى أن المقاومة فى الحياة، والتغلب على الموت وليس الهروب منه، فهى لأنها التى تحمل وتلد، فهى تشعر بقيمة الحياة وأهميتها، حتى وإن رأى الرجل أن المقاومة فى مواجهة الموت بصدور عارية ودون خوف”.
والمحور الرابع هو المكان، تناول فيه الأماكن المتعددة فى الرواية ويقول: “وفى حالتنا هنا فالمكان له مكانته المميزة فهى رحلة بين ثلاثة أماكن للبطل – بابا شريف – الذى تربى فى الشام، ورحل إلى القدس، ثم إلى أمريكا، ثلاثة أماكن اثنان منهما بثقافة متقاربة، وثالث فى قارة مختلفة بثقافة مختلفة بأناس مختلفين، فالرحلة – الخاصة بالمؤلف هنا – أى الانتقال من مكان إلى مكان مستمدة من أسطورة البحث”.
واعتمد الكاتب على تسعة وستين مصدرًا ومرجعًا تنوعت بين الكتب والمواد الوثائقية المصورة.
هذا الكتاب هو الثانى لأبو عوف حيث أصدر فى 2012 مجموعة قصصية بعنوان شبورة فى وسط الطريق صدرت عن دار إيزيس للنشر والتوزيع، وهو حاصل على الدكتوراه فى الأدب العربى الحديث جامعة الإسكندرية، وله مقالات نقدية وفنية عديدة فى عدة مواقع إليكترونية.