إبداعاتالأخبار الثقافية

دائي سبب سعادتي

مرضى في الذاكرة 

قصة قصيرة بقلم- دكتور نجوى محمد الصاوي :

مثل أي طفله نشيطه تحب اللعب والمرح، حصلت على كل الرعايه والاهتمام من والديها، كانت تحب كل شيء  من ألعاب وطعام ومرح ماعدا الوجبات التي تحتوي على  اللحم، لأنها تسبب لها الغثيان والحكه والخمول، كانت والدتها تعتقد أنها تدعي ذلك لكي تتخلص من وجبة الغداء.

فكانت تظهر بأنها تاكل وجبتها بحب  كي لاتحزن والدتها فتجمع  قطع اللحم  في فمها  اثناء الغداء وتذهب للحمام وتقوم ببصقها خلسه لكي لاتلحظها والدتها واستمرت على ذلك لاتاكل اللحم وترفضه.

إلى ان دخلت العناية المركزة بسبب وجبة كباب مع عائلتها في مطعم احتفالا بعيد ميلادها من الفرحة نسيت أن تذهب للحمام وتبصق لقم اللحم، ولم تستفق إلا بالعناية المركزة.

ومن بعدها امتنعت تمامًا عن أكله بأمر من الطبيب  لتشخصيها بالحساسية المفرطة من اللحم ولم تضطر لمجاملة احد بعد ذلك.

كبرت ودرست طب وتزوجت طبيب جراح، و لحسن حظها لايستسيغ أكل اللحم بسبب ظروف عمله من قص وقطع وخياطه في اجسام المرضى فعافت نفسه اللحم  وكان  زوجها معينا لها ومتفهمًا معاناتها مع اللحم.

أكملت  مع زوجها دراسة تخصص الاطفال، وقررت ايضًا أن تتخصص في دراسة الحساسية، وكان هدفها أن تعالج من هم مثلها من مرضى الحساسية وذلك لاحساسها بهم وبمعاناتهم.

واخيرًا، أحبها مرضاها واحبتهم واستشعروا إخلاصها في علاجهم مما كان لذلك السبب الاكبر في نجاحها ومحبتهم لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى