إبداعات

الـعـودة الى الـيـقـيـن

الشاعر الكبير- يحي السماوي، استراليا:
كُـونـي كـمـا شــاءَ لـكِ الـغـرورُ أنْ تـكـونـي
*
سَــيـفـاً عـلـى غـزالـةِ الـيـقـيـنِ أو ضـحـيـَّـةً لِـمِـديـةِ الـظـنـونِ
*
تَـمَـنَّـعـي عـلـى سـريـرتـي ..
أزيـحـي عـن خـريـفـي بُـردةَ الـربـيـعِ ..
غُـضِّـي الـفـهْـمَ عـن صـمـتـي
وعـن تـهـيُّـمـي بِـخِـدرِكِ الأمـيـنِ
*
وابْـتـعـدي أبْـعَـدَ مـن قـلـبـيَ عـن يَـديْ
ومـن سـمـاوةِ الأحـبـابِ فـي الـغـربـةِ عـن عـيـونـي
*
ولْـتـحْـرمـي صـحـرائـيَ الـمُـجْـمِـرةَ الـرمـالِ مـن يـنـبـوعِ واديـكِ
ومـن هَـطـولِـكِ الـهَـتـونِ
*
وأطـعِـمـي لـلـنـارِ مـا كـتـبـتُ عـن فـردوسِـكِ الأرضـيِّ مـن شِـعـرٍ
ومـا دَوْزَنـتُ مـن لـحـونِ (*)
*
وكـلَّ مـا نَـسَـجـتُ مـن نـبـضٍ ومـا حَـمَـلـتُ مـن تِـبـرٍ
ومـا غـرسـتُ فـي روضِـكِ مـن نـخـلٍ ويـاسـمـيـنِ
*
ولْـتَـمـنـعـي بـحـرَكِ عـن ســفـيـنـي
*
مَـكَّـنْـتُ نـاعـورَكِ مـن نـهـري .. وتـنُّـورَكِ مـن جـمـري ..
وأوهـامَـكِ مـن صَـبـري .. وأنـداءَكِ مـن صـخـري .. فَـمَـكِّـنـيـنـي
*
عـلـى لـظـى حـنـيـنـي
*
الـى سُـلافِ نـشـوةٍ تـزولُ بـعـدَ حـيـنِ
*
هـنـتُ عـلـى نـفـسـي ولـن تـهـونـي
*
لـمْ يَـبـقَ لـيْ مـنـي سـوى يـقـيـنـي
*
فـلـتـحــرِمـيـنـي نِـعـمـةَ الـكـافِ تـمـاهـى بـسَـريـرِ الـنـونِ
*
تَـرَجَّـلـتْ كـؤوسُ لـذّاتـيَ عـن مـائـدتـي
فـمَـكِّـنـي حـثـالـةَ الأيـامِ مـن قـارورةِ الـسـنـيـنِ
*
وصَـدِّقـي مـزاعـمَ الـوشـاةِ عـن مُـجـونـي
*
مـن قـبـلِ أنْ تـكـونـي
*
زيـتـونَ مـاعـونـي إذا جـعـتُ
وإنْ عـطـشـتُ لـلـرحـيـقِ خـمـرَ تِـيـنِ
*
لـيـسَ مُـضـيـراً صَـخَـبُ الـعـاذلِ والـشـامِـتِ والـطـافـحِ غـيـظـاً
جَـبَـلَ الـسـكـونِ
*
فـإنـنـي شُـــفِـيـتُ مـن داءِ تَـهَـيُّـمـي ومـن جـنـونـي
*
ومـن ظـنـونٍ كـبَّـلَــتْ بـقـيـدِهـا يـقـيـنـي
*
أدريـكِ أنـقـى مـا تَـرَشَّـفـتُ وأشـهـى ما اشــتـهـتْ مـن لـذَةٍ صـحـونـي
*
وأنـكِ الأوفـى ومـا غـيـركِ أسـرى بـيْ الـى جـنـائـنِ الـفـتـونِ
*
أعـرفُ أنـي كـنـتُ فـي مـتـاهـةٍ
أبـحـثُ فـي حـانـاتِ نـصـفِ الـلـيـلِ عـن مـلائـكٍ
وفـي كـهـوفِ الـلـذة الـسوداءِ عـن خَـديـنِ
*
وأنـنـي تـمـوتُ لـو تـهـربُ مـن جـذورِهـا غـصـونـي
*
ولـسـتُ بـالـمُـطـبِـقِ عـن غـزالـةٍ مـرَّتْ أمـامَ مُـقـلـتـي جـفـونـي
*
وهـا أنـا أوشـكَ أنْ يـجـفَّ جـذعـي
فـارتـأى طـيـنـيَ عـودةً الـى إغـفـاءَةِ الـجـذرِ بـحـضـنِ طـيـنِ
*
لا شَـغَـفـاً لـرؤيـةِ الـغـلـمـانِ مـن حـولـي يـدورونَ
بـأكـؤسٍ مـن الـفـضَّـةِ والـتـبـرِ
ولا جـوعـاً فـحـولِـيَّـاً لِـحُـورِ عِـيـنِ
*
لـكـنـنـي
خـشـيـتُ أنْ يـمـنـعـنـي مـن وجـهِـهِ مـعـشـوقـيَ الـمُـطـلَـقُ
لـو أتـيـتُـهُ يـومَ الـلـقـاءِ الـحَـتــمِ ضِـلّـيـلاً بـدونِ دِيـنِ
*
فـتَـسْـتـحـي مـنـي ومـنْ كِـتـابِـهــا يَـمـيـنـي
*
كـونـي رَحـى سـنـابـلـي ..
مـا قـيـمـةُ الـسـنـبـلِ لا يُـفـضـي الـى طـحـيـنِ ؟
***
الدُوزان : شدّ ما ارتخى من أوتار آلات الطرب الوترية
اللوحة من أعمال الفنان النرويجي إدوارد مونش

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى