إبداعات
الأحرار
شعر – د. جمال مرسي:
إذا شَاءَ رَبُّ النَّاسِ يَمنَحُكَ الثِّقَةْ
فَكُنْ بِالَّذِي سَوَّاكَ يا حُرُّ ذَا ثِقَةْ
.
و لِليَأسِ لا تَركنْ ، فَفِي اليَأسِ مَقتَلٌ
لِمَنْ قَد حَبَاهُ العَهدَ طَوعًا ووثَّقَهْ
.
و فِي الذِّكرِ فَاقْرأْ ، إِنَّ فِي الآيِ عِبرَةً
لِمَن تَخِذَ التَّنزِيلَ نَهجًا فَصَدَّقَهْ
.
سَلِ الطَّلَلَ البَالِي لِعادٍ وقَوْمِهِ
وسَلْ عَن خَلِيلِ اللهِ يُلقَى بِمَحرَقَةْ
.
فَأَنجَاهُ رَبِّي ، قَالَ يَا نَارُ فَاهدَئِي
وكُونِي رَؤُومًا مِثلَمَا الأُمُّ مُشفِقَةْ
.
وسَل عَن ثَمُودٍ كَيفَ كَانَ هَلاكُهُمْ
وفِرعَوْنَ مَن فِي لُجَّةِ البَحرِ أَغرَقَهْ
.
كَذَا شَاءَ قَيُّومُ السَّمَوَاتِ لِلأُلَى
وآيَاتُهُ فِي الأُفْقِ كَالشَّمسِ مُشرِقَةْ
.
فَلا تَعجَبَنْ إِمَّا رَأَيْتَ بِقُدسِنَا
رِجَالًا ، لَهُم صَوْلاتُ مَجدٍ مُعَتَّقَةْ
.
إِذَا مَا دَعَا دَاعِي الجِهَادِ رَأَيْتَهُم
نُسُورًا إِلَى العَليَاءِ طَارَتْ مُحَلِّقَةْ
.
يُضَحُّونَ، لا يَخشَوْن َمَوْتًا ، فَإنْ قَضَوْا
فَفِي جَنَّةٍ فِيَهَا الأَفَانِينُ مُورِقَةْ
.
وهُمْ ثَوْرَةُ البُركَانِ يَخشَى أُوُارَها
عَدُوٌ ، أرَى التَّضلِيلَ والكِذْبَ مَنطِقَهْ
.
يَظُنُّ ..خِدَاعًا.. أَنَّهُ الرُّخُّ سَاحِقًا
عِظامَ الأُبَاةِ الثَّائِرِينَ بِمِطرَقَةْ
.
و مَا كَانَ إلا قَشَّةً قَد رَمَتْ بِهَا
يَدُ الريحِ او هَالُوكَةً مُتَسَلِّقَةْ
.
فَسَلْ طُهرَ أَطفَالِ الحِجَارَةِ لن تَرَى
سِوَى خِزيِ صُهيُونٍ وبَطشٍ ومِشنَقَةْ
.
و أَسوَارِ “جَلبُوعَ” الَّتِي طَالَتْ السَّمَا
و أَبوَابِ “جَلبُوعَ” الحَدِيدِ المُغَلَّقَةْ
.
هُنَالِكَ فَاعلَم أنَّمَا أُمنِيَاتُ مَن
سَعَوْا كي يَرَوْا نُورَ الحيَاةِ مُحَقَّقَةْ
.
و أَنَّ الَّذِي قَد شَاءَ حُرِّيَّةً لَهُمْ
تَجَلَّى لَهُم فِي صُورَةٍ مُتَأَلِّقَةْ
.
فَسَارُوا عَلَى هَدْيٍ يَشُقُّونَ دَربَهُم
خطاهم عَلَى دَربِ النَّجَاةِ مُوَفَّقَةْ
.
فَلا تَعجَبَنْ مِن ذَلِكَ النَّفَقِ الَّذِي
إِلَى النُّورِ قَد شَقُّوهُ سِرًّا بِمِلعَقَةْ