إبداعات

كأناس عاديين

نص:أحمد رفيق

*******

كأناس عاديين

يمشون في وداعة

يُقبِّلون بعضهم إذا تهـّيبوا اللقاء

و ينسجون حولهم أكاليل الدخان

لينشرواأقوالهم تحيةً سلام

فإذا أتي يوم بعيد

أجهشوا فيه البكاء

أو حملقوا نحو السماء

و رددوا كالأوفياء :

عيشٌ كــلا عيشٍ ، و دَيْنٌ مستحق ،

ما زال ينتظر السداد

و الناس في بلاهة يُحيُون الرفاق

و ينثرون حولهم تحيات المساء

مطأطئي رؤوسهم

كي يخدشوا الحياء

أو ينقذوا وجه التغافل

كلما حان الفراق

فيكملوا أحلامهم و ينظرون للسماء

و الناس ما للناس أن تخشى الحياة

كي يُمسكوا النرد المؤرج كفُه

أن يلعبوه

في رقعة تلد الحكايات القديمة نفسها

تجتازها الحبكات

لكن النهاية تقتبس من غيرها أحداثها

فتضم أشخاصا

فتبدو مثلها

و الناس في براءة

يمدون البساط

ليطعموا أحلامهم مغازي المساء

محلِّقين ربما

أو سابحين في الهواء

الناس ذكرى

تستعيد وجودها أن يحفروا

في أصل نخل كلمتين

أو ربما حرفا

 يُذكر غيره بيدين كانا يوم كان

رمادنا أنفا و عينا

فإذا غدا طير مضى

هتفت به الأقدار : أين

الناس أسمال

 تبادر  نصلها رتق المحال

وهج تألق دون ضوء شروقها

ريح تمـَّلكها الغبار

أشتات ذرات

 تلم فتاتها ألم اقتفاء

خيولها العطشى سراب

و كذاك كان الناسُ أشلاءً

لمعركة تحدد خاسريها

و لم يبد لجانيها انتصار

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى