إبداعات

نص شعري

 الشاعرة- نبيلة حماني، المغرب:
أعِدٌ دَمَك الدفّاق في شرياني
الكامِن روحا تٌحْيي الجسد
ألا أٌوقِف جرَيان الغدِير
وأن نَمَتْ أشواك بخافق النبع 
وإن أوغرتَ الجراح في مسالك النبض
أعدك ألا يلفٌظ َالثرى جِدعك
وإن سلبت الغيم وكل الماء 
وإن أوغرت في الخافق الجراح
وإن انتفض الجدع بين يدي
وقال فكي الوثاق 
أزيحي شبح الأسى
امنحي عيني النسيان
اهجري ساحات هذا النبض
لا تضعي على زمني تلك الظلال 
اهجري مداي
وهذا الأخضر الممتد 
باعدي نخلي المثقل بالغلال
دعيه يمنح الرطب
فقد هل النور
والعين فيه ذاهلة تنهل من زلال 
قد استعذب الخافق لحن الحور
فتح بحار وله كامنة 
قلت سيدي
أعدكَ بما تشاء من صمتي
بما تشتهي من غياب صوتي 
أعدك بالمضي إلى سماوات
تستوعب الجرح 
ستنال الشمس فيك حقيقة الإمارة
وشوقا بالأعماق يجلجل
أعدك ألا تسخر من ضعف الصبر
ألا تعي حقيقة الوجع في حشا الليل
أعدك أن تصول في حقول النور
أن تكون للهزار مبعث الحبور 
وسأضيع بين جرحي وثراي
سأكون الصمت في دجاي
فلا تسأل الغفران صفصافة النبع
ولا تسخر من ثورة الدمع
من وهن هو للروح القوام
لا تسخر من حلم هدته الريح
فصار ركاما من حطام
لا تستغرب يد زمني الممدودة بالخيبات
باعد راحة من جمر
أحرق الغلال على أرض الوهم 
لا تلتفت للحمام الباكي على ثراي
ولا لذكرى الشوق على رباي
ولا لكل هذا السر
حين سجن في شرنقة مغلقة 
سيظل حفيف الشجر والأغصان
يردد سؤال الريح
كيف لعين مبصرة
أن تغضي عن أصل الضوء
عن ماء النبع
كيف لها أن تشرب كل هذا البحر
وتهفو للمزيد 
كيف لزمني ألا يلوك كل هذا الندم
كيف لا يكون وشما على ناصية المدى
كل هذا الألم 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى