“آي سي دي بروكفيلد بليس” يطلق معرضاً فنياً فريداً احتفاءً بروح اليوبيل الذهبي
تعزيزاً للمشهد الثقافي والحوار الفنيّ في دولة الإمارات
معرض “الشَّعر خارطة الجسد؛ الجسد خارطة الأرض” يجمع الفنانيْن التشكيلييْن الإماراتييْن محمد أحمد إبراهيم وعفراء الظاهري بتنسيق من القيّمة الفنية منيرة الصايغ
آداب نيوز -دبي،
: كشف برج “آي سي ديبروكفيلد بليس” عن استضافة معرض “الشَّعر خارطة الجسد؛ الجسد خارطة الأرض”، وهو معرض فني فريد يقام بتنسيق من القيّمة الفنية منيرة الصايغ وتنظمه شركة السركالللاستشارات،الرائدة في مجال الاستشارات الثقافية الاستراتيجية.
يذكر أن المعرض يمثل الانطلاقة الأولى لـ “دروازة”، المنصة الترويجية للفنون التي أسستها القيّمة الفنية المستقلة منيرة الصايغ. ويستمر معرض “الشَّعر خارطة الجسد؛ الجسد خارطة الأرض” حتى 19 ديسمبر حيث يجمع أعمال وإبداعات لثلاثة فنانين يعتمدون في أسلوبهم الفني على الرسوم المعقدة التي تتناول قضايا التاريخ والهوية بأشكال وصور متعددة. ويتخلّل المعرض حوار بين محمد أحمد إبراهيم وعفراء الظاهري، الفنانين اللذين يمثلان أجيالاً مختلفة في مشهد الفن الإماراتي المفاهيمي. وقد ارتبطت أعمالهما المميزة من خلال الصور والأشكال التفسيرية للأرض والجسد. ويُعدّ محمد أحمد إبراهيم من الفنانين الإماراتيين الذين اجتمعوا في الثمانينيات وأسسوا جمعية الإمارات للفنون التشكيلية ثم بدأوا بتشكيل ملامح المشهد الفني الراقي المعاصر على مدار العقود.وبصفته أحد أبرز الفنانين الإماراتيين المعاصرين، سيمثل محمد أحمد إبراهيم دولة الإمارات خلال مشاركتها الرسمية في بينالي البندقية التاسع والخمسين العام المقبل. أما الفنانة عفراء الظاهري فتمثل الجيل الثاني من الفنانين الإماراتيين المعاصرين الصاعدين في دولة الإمارات وخارجها، والذين يجسدون عبر ممارساتهم الفنية المفاهيمية مجموعة من القضايا الإنسانية المعقدة بالاستعانة بالتجارب والمواد الشخصية المعبرة والعميقة لعرض أعمال فنية تلهم الجمهور.
وفي حديثها عن دوافع اختيار الجمع بين هذين الفنانين، قالت القيّمة الفنية المستقلة منيرة الصايغ: “يركّز المعرض على فكرة تواصل الأجيال عبر المشهد الفني. وشكّل الجمع بين جيلين مختلفين تحدياً صعباً على الصعيدين التنظيمي والمفاهيمي إلا أنه وفّر منصة للانفتاح وتقبل الاختلافات في وجهات النظر ثم جسر الفجوة عبر العثور على أوجه التشابه”.
وتُصوّر لنا عفراء الظاهري في عملها الفني “فلّ الشَّعر ” التموّجات التي تترابط من خلال ذرواتها وانخفاضاتها، مستحضرةً مشهد الجبال أوالأمواج الهائمة. وخلف حبال “فلّ الشعار” نجد مساحة مجزأة تعكس سلسلة جبال محيطة ببلدة مخبأة. على مسافة من ذلك، يسمح عمل “خورفكان” للفنان محمد أحمد إبراهيم بالانتشار أفقياً، مقترحاً منظوراً مسطحاً وصورة بلدة واقعة في قلب وادٍ ما. وانطلاقاً من الطبيعة التي تحيط به، تتجذر أعمال محمد أحمد إبراهيمفياستجابتها للحركة والمرونة والمرح، ويحاكي فهمه الجغرافي لخورفكان المناظر الجبلية الصخرية التي تعكس محاولاته لاكتشاف الذات، فهمها وفك شفرتها. بينما تتخذ أعمال عفراء الظاهري من الجسد مركزاً ومرتكزاً، حيث تنظر إلى الشَّعر كشجرةعميقة الجذور من الداخل، وممتدة الأطراف إلى الخارج، فتقدّم ثنائية متضادة بين مفهوم الخاص مقابل العام، ويصبح الشَّعر أداة لفك شفرة حكايات الوقت والزمان والتغييرات التي تفترضها وتفرضها. وبالتالي، ترتبط هذه الممارسات الفنية معاً وتربط بين الأجيال، لتعيد رسم خريطة تعبيرية ومحادثة موصلة بين الذات والبيئة المحيطة.
وكجزء من البرنامج المجتمعي المصاحب للمعرض، تأتي الاستجابة الإبداعية للفنان المقيم محمد خالد. فمن خلال خبرة الفنان وشغفه باستكشاف ماديات الأمور والعناصر اليومية والإضاءة على تعابيرها المجازية، سيبيّن الفنان محمد خالد المفارقات التي يصادفها في محيطه اليومي. ويقترح خلال المعرض طريقة موازية لرسم المساحة والمسافة معاً، فطوال فترة تنظيم المعرض، يبتكر الفنان عمله الفني المتفاعل مع أعمال محمد أحمد إبراهيم وعفراء الظاهري.
وفي سياق تعليقه على الحوار الغنيّ بين الفنانين الثلاثة، قال بن ماكجريجور، مدير الاستثمار في “آي سي دي بروكفيلد”: “يسعدنا إطلاق معرضنا الرئيسي الثاني بالشراكة مع شركة السركال الاستشارية، في محطة مهمة للطرفين نواصل من خلالها الاحتفاء بالمواهب الإبداعية المتنوعة في دولة الإمارات تزامناً مع احتفالات اليوبيل الذهبي هذا العام. ونعمل على تطوير برنامجنا الفني بما يلبي تطلعات مجتمعنا والفنانين المحليين والإقليميين الذي يرسمون اليوم ملامح المشهد الثقافي”.
من جانبها، قالت فيلما جوركوت، المدير التنفيذي لشركة السركال ومبادراتها: “تعمل السركال على تصميم مشاريع ثقافية وإنشاء مساحات محفزة للأصوات الفنية المتنوعة، وذلك باتباع نهج مدروس يستند إلى الأبحاث لتشكيل برامج وبيئات ثقافية مصممة بعناية لتلبية تطلعات الجمهور. وخلال التخطيط لمعرض برج “آي سي دي بروكفيلد بليس” وعبر تعاوننا مع القيّمة الفنية منيرة الصايغ، تمكنّا من خلال معرفتنا بالفنانين وفهمنا العميق لممارساتهم إلى جانب الشراكات التي بنيناها على مدار العقد الماضي، من مزج أعمال جيلين من المواهب الفنية الإماراتية بأسلوب عميق للمرة الأولى على الإطلاق. ويمثل هذا المعرض محطة فارقة تعكس نضج المشهد الفني في دولة الإمارات مع انخراط المزيد من المؤسسات لدعم الفنون، مما يوسع نطاق السرد الفني ويثري الحوار ويلبي الذائقة الفنية للجمهور في مدينة دبي والخارج”.
وتزامناً مع احتفالات الدولة بيوبيلها الذهبي هذا العام، تبرز أهمية المواضيع الجوهرية المرتبطة بالجسد والأرض والهوية وهي الخطوط التي نرسمها للتعريف عن أنفسنا بالوجهين، العام والخاص.
ويضطلع برج “آي سي دي بروكفيلد بليس”، وجهة الأعمال وأسلوب الحياة العصرية، بدور حيوي في دفع عجلة التحول في المشهد الفني والثقافي المحلي من خلال البرامج والفعاليات الفنية التي يستضيفها بانتظام. ويعد المبنى مركزاً مجتمعياً نابضاً بالحياة وصديقاً للبيئة يحتضن “نادي الفنون” ويعمل حالياً على التجهيز لموسم شتاء حافل بالأحداث والفعاليات الثقافية.