إبداعات
كيس سكر
قصة قصيرة بقلم:سنير لوبه
فِي لَيلَةٍ عَاصِفَةٍ يَمُرُّ ” بَيدَبَا ” بِالنَّاسِ وقَدْ جَاعُوا يَحمِلُ القِرطَاسَ والقَلمَ ، فأحضَرَ المِحبَرَةَ وكَتَبَ إلَى المَلِكِ ” دبشليم ” : يُحكَى أنَّه فِي غَابَتِنا اجتَهدَت جَمَاعةُ القُرُودِ فِي جَمعِ ثِمَارِ الجَوزِ فنَالَ كُلُ قِردٍ أجرَه حِفنَةً مِنَ السُّكَّرِ ، أشَارَ حَكِيمُهمْ بِجَمعِ السُّكَّرِ فِي كِيسٍ ووَضعِه فِي خِزَانَةِ ليُعِينَهمْ علَى أيَامِ الجُوعِ ،تَمُرُّ نَملَةٌ أضنَاهَا الجُوعُ ؛ تَبحَثُ عَنْ طَعَامٍ لِصِغَارِها فتَجِدُ حَبَةَ سُكَّرٍ استَطَاعَت بِكَدٍ وجَهدٍ حَملَها ، يَأتِي الفِيلُ وفِي غَفلَةٍ مِنَ القُرُودِ يَسرِقُ كِيسَ السُّكَّرِ ويُخْفِيه فَوقَ ظَهرِه العَالِي ؛ فلَا يَرَاه أحَدٌ ، هَاجَت القِرَدَةُ ومَاجَت
– أينَ السُّكَّرُ ؟
– سُرِق كيسُ السُّكَّرِ
– لَابُدَّ مِنَ التَّعَرُفِ عَلَى السَّارِقِ ومُعَاقَبَتِه
يُقَدِّمُون للثَّعلَبِ بَلَاغًا بِالواقِعَةِ ، يَتَعَهدُ لَهمْ بِسُرعَةِ القَبضِ عَلَى السَّارِقِ ومُحَاكَمَتِه ، تُخبِرُ الغِربَانُ الثَّعلَبَ أنَّها قَدْ رَأت حَبَةَ سُكَّرٍ مَعَ النَّملَةِ ، وعَلَى الفَورِ يُلقِي الثَّعلَبُ القَبضَ عَلَى النَّملَةِ بِتُهمَةِ السَّرِقَةِ ، ويُعلَنُ فِي الغَابَةِ عَنْ القَبضِ عَلَى عِصَابَةِ سَرِقَةِ السُّكَّرِ ، وتُلقَى النَّملَةُ فِي السِّجنِ إنصَافًا للعَدَالَةِ
الزَّرَافَةُ رَأت كِيسَ السًّكَّرِ عَلَى ظَهرِ الفِيلِ ؛ تَتَقدَّمُ بِبَلَاغٍ لِلثعلَبِ :
– النَّملَةُ بَريئَةٌ والفِيلُ هُوَ السَّارِقُ
فِي الغَابَةِ يُوَزِعُ الفِيلُ عَلَى كُلِ قِردٍ جَائعٍ حَبَّاتٍ مِنْ سُكَّرٍ ؛ تَشكُرُه القِرَدَةُ عَلَى كَرَمِه وتَدعُو لَه بِطُولِ العُمرِ ، وتَمَّ إيدَاعُ الزَّرَافَةِ فِي السِّجنِ بِتُهمَةِ البَلاغِ الكَاذِبِ .
ضَحِكَ ” دبشليم ” حَتَّى استَلقَى عَلَى قَفَاه آمِرَاً الحُرَاسَ :
– احرِقُوا كُلَ قَرَاطِيسَ بَيدَبَا