عناد الطفل ليس مشكلة !!
بقلم- مروج القرني، متخصصة في علم النفس:
كانت تتحدث الأم عن طفلها .. عن عناده وصعوبة التعامل معه ورفضه لكل شيء وتلفظه عليها بألفاظ سيئة ثم ضربها له بشكل مبرح !
أجبتها : طفلك بحاجة للحب !
تفاجئت وكأنها كانت تعرف الاجابة مسبقاً
ثم قالت نعم ، هو بلا أب !
وكأن الأب في اعتقادها هو الرمز الوحيد للحب !
عطلت قدرتها وكيانها البديع الذي خلقه الله للحب والعطاء بمجرد فكرة !
ثم نظرت للأرض بنظرة تصف الكثير من شعورها بالعار والخزي ( يظهر من انحناء الفم للأسفل ) فهي تشعر أنها غير كافية وتشعر بالذنب او بالمسؤولية عن عدم وجود الأب وهو أمر خارج نطاق مسؤوليتها أو قدراتها
ثم تعاقب نفسها وطفلها بتقبل سلوكه ثم بعاقبه بشكل صارم مما يجعلها تعود لدائرة الإحساس بالذنب
هناك عدة حقائق في هذا الموقف وتتلخص في التالي :
١- الأم التي لا تحب نفسها تعاقب بشكل بدني مؤذي
٢- الأم التي ينقصها حب ذاتها تشعر بعدم كفايتها لطفلها
وبالتالي لاتقدم له الحب بشكل يشبع حاجات الطفل وينمي شخصيته ( إما حب مفرط ودلع زائد أو غضب وعقاب شديد فوري )
٣- حب متوازن وطبيعي من طرف واحد يكفي
فكيف اذا كان من يولي الرعاية هي الأم !
الأم كافية وقادرة على اشباع طفلها وليس ذنبها عدم توفر الأب لأي سبب من الأسباب
فكل وضع وضعنا الله فيه نحن قادرين على أن نعيش فيه ونتكيف ونسعد ( لايكلف الله نفساً إلا وسعها )
٤- النقص بداخلنا ونحن نعكسه على الظروف ، رؤية الأم لعدم وجود الأب على أنه نقص انعكس في تعاملها مع طفلها ، هي علمته أنه ينقصه شخصا ما ، أنه مختلف عن أقرانه ،
( الطفل يتعامل مع واقعه كما هو ليس كالكبار نحكم على الواقع كما يفترض أن يكون)
شعورها بالخزي والعار أشعره بذلك وحين أساء التصرف بررت له ولم تتخذ موقفا لتعلمه السلوك الصحيح فاستمر بالإساءة واستمرت هي بعاقب ذاتها بقبولها لسلوكه ثم حين يفوق سلوكه احتمالها تضربه ضربا مبرحا ثم تشعر بالذنب فتعود لذات الدائرة !
عناد الطفل ليس مشكلة
تعامل الوالدين هو المشكلة !