اخلق عالماً تستحقه
بقلم – مروج القرني :
أنا قادمة من حيث الوجع المطلق و الألم المفرط المتجدد كالنفس حين يصبح طعم الحياة مختلطاً بطعم الألم و الدم .
نعتاد الألم حتى نستسغيه ! ثم ندافع عنه و نعتبره جزء من هويتنا و كأن استغناءنا عنه استغناء عن ذواتنا و نهاية لحقيقتنا و قيام لقيامة حياتنا …
و لكني أقول .. لا شيء من ذلك يدوم ، انهض .. اقبل الألم .. ارفض الاستسلام ..
حين تشعر بالألم ، أخبر نفسك بأنك لن تقاومه أو تنكره ، قل لنفسك : أنا أشعر به ، اتنفس من خلاله ، الآن .. اسمح له أن يغادرني مع الزفير ، استشعر استحالة صدري إلى خواء … الى فضاء واسع يتلاشى فيه الألم
أعثر فيه على روحي و أجد شفائي و أتوحد مع السلام .
لذا في أي حدث يحدث في الواقع ، حمل نفسك مسؤوليته حتى تُحدث التغيير ، و حتى تستطيع السيطرة عليه ، و ذلك من خلال سيطرتك على أفكارك و مشاعرك ..
كيف يمكن أن تسيطر على الخارج مالم تسيطر على ما بداخلك ( فكرك و مشاعرك ) ؟
لذا اسأل نفسك أولا : ما الذي أسهم في حدوث الحدث من داخلي ؟ أي فكرة خلقت هذا الموقف في الخارج ؟، ثم تبعها الشعور ؟ ثم الشعور أكد الفكرة أوقف هذه الدائرة ..
راقب الفكرة التي تتردد في ذهنك أو ابحث عن جذور لفكرة عقيمة مدمرة أحدثت الموقف الخارجي كنتيجة لها ، التقطها .. غيرها .. فيتغير تصورك للموقف و بالتالي يتغير شعورك ثم تتغير ردة فعلك فيتلاشى الموقف و لا يتكرر في واقعك ، لأنك أدركت رسالته و غيرت الخطأ و ارتقيت بوعيك .
بيدك أن تخلق عالماً تستحقه ، بدءاً بأفكار ايجابية و شعور مليء باليقين و الرضا و أهداف محددة و خطوات صحيحة و واضحة .