“الدنيا التي كانت”.. أحدث إصدار في سلسلة كتاب اليوم
كتبت-هالة ياقوت
صدر حديثا عن سلسلة ” كتاب اليوم ” كتاب جديد بعنوان ” الدنيا التي كانت “تأليف الكاتب الصحفي الراحل محمود عوض الذى يطرح من خلاله افكارعديدة ويصحح مفاهيم باتساع العالم ويعيد صياغة قضايا كان هو مفجرها وفى احيان كثيرة اصبح وقودها ودفع ثمن الغوص فى غمارها .
انها الدنيا التى عاش من اجلها وظل مناديا بان: ” كل كارثة يمكن ان تتكرر من جديد .. ما لم نعرف على وجه الدقة .. لماذا حدثت ” . بهذا العمق والفهم والمسئولية والاحساس , يصحبنا محمود عوض من الصحافة والصحفيين إلى الادب .. ومن الفن إلى الاقتصاد .. ومن الدين إلى السياسة .. ومن التاريخ إلى الجغرفيا .. ومن الحاضر الى استشراف افاق المستقبل … ومن الشرق إلى الغرب .. من دولة داخل سندوتش إلى الازمة العالمية والهم العام ووحوش الغابة الدولية .
عرف محمود عوض بامتلاك القدرة على البحث والتنقيب والتبسيط باسلوبه السهل الرشيق وتميز قلمه بصفات كاسحه للالغام ، والسعى الدائم لتطهير ارضا خطره كاشفا للقارئ عن مصادر قوة كانت غائبة ودافعا الى اقتحام العصر كى يعيشه بندية وعقل مفتوح ورأس مرفوعه .. لهذا لم يكتف بطرح القضايا ولكن كان الطرح دائما مواكبا لطرح الأفكار الكفيلة بالنهوض من جديد .. ورغم ما تعرض إليه من سكاكين وحروب وضرب تحت الحزام ومحاولات لكسر قلمه ظل هو نفسه الرجل الضمير .. لا المناصب أضافت إليه ولا انقطاعها خصم منه .. وظل على قناعته وإيمانه بان مصر تكبر بقدر ما نضيف إليها و يجب أن تكون الحقائق ولا شئ غيرها ، متاحة بالكامل أمام كل جيل ، حتى يصبح كل إنسان بعد ذلك حرا فى تكوين رأيه المستقل حول الواقع الذى يعيشه ، يجب ألا نسمح لأحد بحذف بعض الحقائق وحجب بعضها الأخر .من خلال هذا الفهم أثارت كتاباته قضايا كبرى مازالت مستمرة معنا حتى الآن ، كان هو مفجرها ، وأحيانا كان يصبح وقودها .. قضايا باتساع العلم والفن والسياسة والدين والأدب والثقافه .. قد تبدوا قضايا متعددة .. لكنها كانت بالنسبة لمحمود عوض همَ واحد ملئ بها عقله وقلبه وضميره ،لأنها كانت هموم ومواجع ومن واقعنا وعصرنا وأشواقنا وأحلامنا التى كانت تمشى على عجلات