مقالات
عاهة الكتابة وظلها الذي يكسر فخار الحب
بقلم -ميثاق كريم الركابي، العراق، الناصريه:
هذه الفترة جعلت بيني وبين الكتابة مسافة باردة ودون سبب,فلا جدوى من الاستمرار بها والواقع متخوم بالظلم والرذيلة,واقع أصابه التشويه بكل معانيه,وما بالك انك تعيش في وطن ميت جثته يمثل بها الساسة كل يوم.
كلما أصابتني حمى الرغبة للكتابة أشغل نفسي بكل شيء لا معنى له علني أنتهى وأنهي هذا الداء مني.
لا طقوس لي بالكتابة لأني إمرأة مزاجية من الدرجة الأولى ومزاجي حين اكتب له كل ألوان الطيف ,لكن الشيء الثابت هو سماع الأغاني وان كان ضجيج الأفكار خاملا برأسي فأني أستعين بمكبر الصوت كي أعيش وأحبس مزاجي داخل الأغنية ..وهذه اللحظة مزاجي ينسحب عنوة الى صوت الكبير(أبو بكرسالم) ولا سيما أغنية (ما علينا ياحبيبي) والمقدمة الأسطورية لها تجعلني في حالة نشوة لا تعادلها أي نشوة بالدنيا وكأن تلك النغمات صنعت مني أنثى بطعم الماء الذي يضمه جدول مشاغب .
والحق لا يتبقى من حزني الا الذكرى حين ألتف بكل كلي على تلك الموسيقى العجيبة .
فمن النعم الكبيرة والتي لا نراها هي سماع الموسيقى والتداوي بها روحيا..وهي الوحيدة التي لها حق التجول بشظايا همومنا .
هذه الليلة أفتح نافذتي لأغني بالكلمات .
ربما أكون أكثر امرأة كتبت عن الحب وغازلت الرجل إلا أني أكثرهن وحدة لأني بصراحة لا أنفع للحب لأني أعاني من عاهة الكتابة وكل من يقترب مني يفشل حتى بطرق بابي .
لا أليق بهم ولا يليقون بي وأكتفي بخيالي الذي يجعلني على قيد الحرف..وربما هي تراكمات من القرآءة والاحلام اللا منتهية أيام الشباب .
ومن أسرار الشباب كنت أحلم أن أعيش قصة حب مع رجل بملامح ووسامة وخفة دم رشدي أباظة..!!
هو حلمي الطري البريء..لكن عندما وصلت لعمرالأربعةو الأربعين أصبحت أضحك كثيرا على أحلامي السطحية ,ففكرة الأقتران بشخص مثل رشدي هو أنتحار هههههههه.
أرى الحب ما هو الا رفاهية لا يمكنني أن أقترب منها أو حتى النظر اليها فهنالك أولويات بالحياة وأولها ان يعيش المرء بكرامة وحرية وبعدها يفكر بتلك الرفاهيات.
ولست بحاجة الى الشفقة من المجتمع او حتى من أي قارئ .
أسوأ أمر بهذا المجتمع المرأة الغير مستقلة ماديا تكون عالة على أهلها أو زوجها ولهذا عدد كبير من النساء يتزوجن لسبب مادي .
على المرأة أن تفكر جيدا وكثيرا بأن استقلالها المادي هو أهم أولوياتها وحتى لو أختارت الزواج عليها ألا تتنازل عن هذا الأمر لأن تنازلها يعني أندثارها .
وأنا أيضا وأعلم علم اليقين أني كمن يملئ بجرة مكسورة لأن النساء يرثن حتى الأفكار ولا سيما الافكار التي تجعل كرامتهن بخبر كان وأني مجرد مخربة لأني أحمل عقدة عدم الزواج ههههههههه .
للأسف هكذا رأيتهن وقرأت كلمات بعضهن حين كتبت عن الاستقلال المادي والتأني باختيار الزوج لأنه رفيق لدرب طويل.
كانت كلماتهن موجعة ليست لأنها مستني بل لأني فتحت عيوني على حقيقة كنت أراهن عليها وأنهن الأمل لتربية جيل واع.
ويبقى أبو بكر يغني( ما علينا ياحبيبي ما علينا..من كلام الناس ما كنا بدينا)