الطفلة التي ابكتني
بقلم- ناصر الفولي:
لفت انتبهاي موقف انساني عندما كنت اجري دراسه عن احد الشعراء عام ٢٠٠١، وكان متوفي قبلها بعامين و قابلت اسرته والدته وزوجته وابنته الصغيره الطفله التي جعتلني ابكي فعندما ذهبت اول مره لاخبرهم بأني باحث لمؤسسه وبنعمل معجم لشعراء المتوفين، واعطيتهم استماره الدراسه وخطاب الموسسه الذي يشرح الموضوع كاملا وكانت زوجته جامعيه مثقفه وقالت لي بعد ٣ يومان ارجع لاعيطك الدرلسه عن الشاعر.
وهنا قابلت هذه الطفله الجميله وكانت تسمع مانقول، ثم ذهبت الي مكان اخر لأكمل البحث وعدت بعد يومين لاخذ الدراسه من زوجه الشاعر المتوفي، وبالفعل اعطتني الاستماره كاملة موثقه باشعاره وخط يده وصورته وسيرته كل شيء ممتاز.
وهنا تكلمت وكان عمرها مايقرب من ٥ سنوات، وقالت: “ياعمي خدني معاك عند بابا”، حينها وقفت كل انفاسي واحساسي، وتوقف عقلي عن التفكير وفاضت عييناي بالدمع، ماذا اقول لها؟، ومشيت وانا أحدق فيها وكأنها خلعت قلبي من الحزن و المأساة، تُحسها مرهفه الحس كأبيها.
تركت هذه الطفلة بصمة في قلبي جعلتني أبكي كلما اتذكر الموقف حتى الأن، مضت السنوات و اظنها الآن متزوجة ولم ارها قط بعد ذلك، ولكنني اطلقت عليها الطفلة التي ابكتني منذ عشرين عام.