الفتى الزجاج
بقلم- سعود الهم:
هل عرفتني؟ أنا من نَعَتَّنِي بالفاشل قبل بضع سنوات،أ نا من أقسمت عليّ أن خطواتي ليست مستقيمة وكلّها اعوجاج، انا من تكّهنت بفشله وقلت انّي لا أستحق كلّ هذه الأنفاس، أنا من كنت مكسوراً جريحاً والكل يهتف “إنّه الفتى الزجاج “.
أنا من كان يدّعي القدرة على ارتشاف قطرات الماء الأُجاج ، من يصنع من مرارة الأيّام سُكَّرٌ حُلُوٌ ، من يُرى نور نجاحه كالسّراج.
أنا المتفائل وقت التشاؤم، أنا المتماسك عندما يعلن الجميع الاستسلام، أنا من يرى بصيص الأمل داخل الكهف المُظلم، من لا يسمح للتشاؤم بالتسلّل إلى زوايا قلبه، أنا المؤمن القويّ باللّه ثم بنجاحه من بعد صفعةِ الحياةِ لي من خلفي، من لحظة انكسارٍ رُغْم أنفي، من ليلٍ دامسٍ عُقْبَ شمسِ، أنا من سيردّد الناس اسمه، أنا المثال الناجح لحرفهِ.
لقد اقسمتُ عندما وقف العالم ضدي وتمنّى الجميع رؤية إنكساري لأن أجعل النجاح عنواناً لاسمي، وأنّي لا أمشي على خُطَى غيري وأنّي نفس الرجل الذي توقّع فشلهِ ولكنّي كسرت عُنُقَه عندما رفع رأسه ليرى مكاني بين النجوم ساطعاً مرتفعاً.