إبداعات
رذاذ الوهم
نبيلة حماني-فاس-المغرب:
هذا الجمر الساكن جذوع الصبر
هل يهدأ..؟
وهذي الجذوع الواجمة من حريق
هل يحييها شوق الغمام …؟
ورذاذ الوهم ..؟
هذي الجذوع ستظل شامخة المعنى
يحيى في نبضها السلام..
و سؤال لم يفنه انصرام الوجد..
كيف كان اسمك شمسا
تدفئ الورد في مروج الروح ؟
تنثر عبيرا يؤجج الهوى بأورادي
و مقامات النسك..؟
وهذا الطريق الذي حلم مثلي
ذات زمن بنسائم تحيي الشوق
في متاهات النبض ..
هل سينسى الخطو
وفرحا بمحراب ابتهالي ..؟
هل ينسى عطرا أثمل الهوى
أزال ثوب الحداد عن دوحة العشق..؟
هل ينسى الخشوع
في محراب ليل لبس عباءة شغف
وكأسا ترتشف عن وجنتي حمرتها ..؟
أنا.. من تحمل مرارة الهزيمة
واختطاف القراصنة لحلم رابض
على ذرى الجزيرة ..
على هامات اعتكافي في متاهات الصد ..
هذا الطريق..
تبكيه الشمس المقيمة في سمائي
تبكيه الرغبة في دمي
ويبكيه قلب الماضي الذي
يحملني فيه أسيرة ..
تبكيه صلاتي
التي مازلت أقيمها في مقلتيه الغائبة
فهل يشفى النبض
من سكرة الرحلة المقيمة في أدغالي ..؟
هل ينسى
سنابل نمت على رياض إصراري..؟
هل يشفى من وجع السنين
وجرح استبد
كأوجاع الهزيمة ..؟
وهذه الروح الأسيرة في وهم تهجدها
وجب يوسفَ الغابر
هل تشفى ..؟
هل تنسى وجه الصباح
وقصرا شيد على سراب عماي..
وهذا البحر الحامل لسر الأزمنة
هل ينسى رعشة أقدام
رقصت على أهازيج ليله
وشغف أنثى
أضاعت في فوضى الوهم
عذب الابتسام
كأغنية الوداع
و كلمة أخيرة .. ؟
هل ينسى تعثرها على حافة النبض
و ما وشمته أناملها الصغيرة
على وجنات الضوء ..
والفرحِِ حين كان
من خطوط الطول
وخطوط العرض يطل …؟
هل تنسى النوارس لهفة بصدر الفجر
وضمة من راحة الأميرة
ثمل لها الماء والساقية..
فرقصا على إيقاع العشق
حين كان يتهيأ للرحيل ..
هل ينسى الماء
عبير الوضاءة وجبينها
العالق بليل الجزيرة ..
وهذي الجراح بنبض المدى
ما زالت ثورة نزف
على أطلال الحلم ..
تدمي عين الغمام
توجع رفات زمن ولى
على طريق
ما نسي عذب الهديل
ولا سكرة من خمر الهيام ..
تهيج الأنين..
فتعزف الريح على ربابة الذكرى
تتعشق رذاذ ا
تحن إليه النسمات
وحواس عطشى ..