تعرف علي .. الكتاب الذي نفذ من الجناح المصري بمعرض بلجراد
شهد الجناح المصري نفاذ الطبعة الإنجليزية من كتاب الاعمدة السبعة الشخصية المصرية، الصادرة عن الهيئة المصرية للكتاب للكاتب ميلاد حنا، في الأيام الأولي من معرض بلجراد الدولي للكتاب في دورته ال 46.
صدر الكتاب عام 1989، عن دار الهلال، للكاتب ميلاد حنا، ويقوم على وصف وتحليل الشخصية المصرية بأنها غنية بالانتماءات التي تراكمت لدى كل مصري عبر الزمان، وبتأثير المكان.
حيث تأثر المصري عبر الزمان بالحضارات المختلفة التي مرت على مصر، فما من مصري إلا ويعتز بانتمائه إلى حضارة الفراعنة، وأجداده المصريين القدماء، الذين قدموا تراثا إنسانيا رائعا، وعظيما، وفريدا من نوعه.
ويعرض “حنا” في الفصل الثالث من الكتاب باقي الأحقاب والرقائق التاريخية المتراكمة لدى مصر، وتركت آثارها على الهوية أو الشخصية المصرية، فالطبقة التي تلت الحقبة الفرعونية هي الحقبة المسماة اليونانية الرومانية، وهما حقبتين قصيرتين متداخلتين ففي مرحلة انتقالية مهمة، تفصل بين المرحلة الفرعونية، وصولاً إلى حقبة الأديان السماوية، أي المسيحية، والإسلام.
وأكد أن الحقبة الفرعونية هي العمود الأول والركيزة الأساسية التي تقوم عليها الحضارة الفرعونية، بصرف النظر عن الانتماء الديني أو أي من الأعمدة السبعة الأخرى.
ويرى حنا أن تلك الحقبة، تركت بصمتها على تاريخ مصر، حتي صارت أحد أعمدتها الثقافية، والتي لا يمكن إغفالها.
ويليها العمود القبطي، وهو متداخل في بدايته مع الحقبة اليونانية الرومانية، ومتداخل في نهايته مع الحقبة الإسلامية،
ويلفت “حنا” إلى أن تفضيل المؤرخين انتهاء العصر القبطي مع دخول العرب مصر عام 641م، إجحاف علمي وثقافي ووجداني، لأن غالبية مصر استمرت مسيحية عدة قرون بعد دخول العرب لمصر.
كما أن اللغة القبطية استمرت هي اللغة الشعبية السائدة فى مصر طيلة القرنين السابع والثامن، ثم كانت مشاركة ففي الحياة اليومية مع اللغة العربية طيلة القرنين التاسع والعاشر إلى دخول الفاطميين مصر عام 969 ميلادية.
وثم تأتى الطبقة الرابعة من طبقات مصر، وهى حقبة الحضارة الإسلامية، وساهمت مصر في الحضارة والفكر والفقه الإسلامي، ليس فقط لأنها قبلت الفتح الإسلامي في القرن الأول الهجري، لكن لأنها أنشأت مع دخول الفاطميين فى القرن العاشر أول صرح فكرى إسلامي في عصره وحتى الآن.
ومن ثم فإن مصر تتميز عن باقي الدول الإسلامية، بأن بها إسلاما واحدا يتميز بخصائص ثقافية فريدة في الواقع اليومي المعاش، فلا هو بالسنى المصفى، ولا هو بالشيعي الزاعق، وبدأ الإسلام في مصر سنيا في القرون الأولى للهجرة، ثم صار شيعيا مع دخول الفاطميين في القرن العاشر.
وقاموا بإنشاء الجامع الأزهر نسبة إلى فاطمة الزهراء، وكان مركز فكر شيعي لنحو قرنين من الزمان، وعندما دخل صلاح الدين مصر، أمر بأن يتحول الجامع الأزهر لينشئ الفكر السني، وهكذا احتوى الأزهر الإسلام في مجمله دون تحيز أو تعصب.
ونوه “ميلاد حنا” في كتابه إلى أن غرضه الرئيسي ليس فقط عرض الأوجه السياسية لانتماءات مصر التاريخية والجغرافية، بقدر ما هو تحليل للتركيبة الثقافية للمصري في العصور الحديثة، وكيف أنه متأثر بتاريخه وموقعه، ومن ثم فإن الكتاب لا يتعرض لصراع الحضارات على حد وصف حنا.