«الصحافة الرقمية النص والتلقي» .. كتاب حديث يناقش تأثير التكنولوجيا على مستقبل الصحافة الرقمية
صدر عن مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية، كتاب حديث بعنوان «الصحافة الرقمية النص والتلقي»، للدكتور أحمد عزيز، الباحث في النقد الثقافي والصحافة الأدبية، وجاء البحث في مقدمة وأربعة فصول وخاتمة من خلال المنهج الوصفي المرتكز على جمع المعلومات والبيانات وتحليلها وتفسيرها لاستخلاص دلالتها.
يناقش الكتاب الصحافة الرقمية بين النص والدلالة، والمتلقي الجمهور، والأسس وآفاق المستقبل وتأثير نظم الاتصالات والتكنولوجيا وانعكاس هذه الثورة بطبيعة الحال على الصحافة كمفهوم ووظيفة، وما استدعاه كل ذلك من إعادة هيكلة وبناء الأنماط الأساسية للصحافة بدلا من الأنماط المتعارف عليها، الذكاء الاصطناعي فتح الباب على مصراعيه لنقل المعلومات والبيانات والأخبار والصور نقلا حرًا، تجتاز المسافات والأزمنة، وأصبح العالم قرية صغيرة.
يؤكد الباحث أن نتيجة للتقدم التكنولوجي المتلاحق، تغير مسار إنتاج المعلومات ومعدل تدفقها، وبالتالي أصبح من الصعب وقف هذا الزخم، وتحقيق ما يشبه بديمقراطية المعلومات، والإقلال من تحكم الدولة في مسارها وتوجيهها.. بالإضافة إلى أن التحول من الكلمة المكتوبة أو المطبوعة إلى الصحافة الرقمية قد أصبح ظاهرة أكثر من كونها مجرد تغيير فى وسيلة الاتصال.
فالصحافة الإلكترونية هي نتاج امتزاج الإعلام بالتقنية الرقمية، ورغم عمرها القصير حققت في نحو عقد من الزمان ما حققته الصحافة المطبوعة في عشرات السنين، وتمكنت من تقديم مكاسب عديدة إلى المهنة الإعلامية وإلى جمهور القراء، وكذلك مستويات أخرى من المستفيدين مثل المعلنين والطبقة السياسية ومروجي الأفكار، والدعاة وسواهم، لكن هذه المكاسب ارتبطت- ومازالت- بتطوير التقنية وانتشارها، وبطبيعة الجمهور الذى يستخدمها، وبرغم أن المؤشرات حول ذلك لاتزال غير مشجعة فإن كثيرا من الباحثين جنحوا إلى الحديث عن هزيمة الصحافة التقليدية ونهاية عصرها والموت غير المعلن لها.
تهدف الدراسة إلى: التعريف بالصحافة الرقمية العربية ونشأتها، أنواعها، اتجاهاتها، سماتها وأخلاقها، المعوقات التي تحول دون أن تؤدى وظيفتها الإعلامية والمجتمعية.
وفي هذا الإطار حاول الباحث التوصل إلى مجموعة أهداف، منها: التوصل إلى مؤشرات علمية تسهم في تحديد واقع الوظيفة الإعلامية للصحافة الرقمية، التوصل إلى النتائج الهادفة لتسهيل عملية الاتصال فيما بين الوسيلة الإعلامية والمتلقي لها لتقوم بوظيفتها.
كما حاول البحث تحديد المعوقات التي تعرقل قيام الصحافة الرقمية بدورها في المجتمع وتأثير هذه المعوقات على وسائل الإعلام الأخرى ومحاولة الوصول إلى ضوابط عمل الصحافة الرقمية في إطار التشريعات التي تكفل حرية الرأي ومواثيق الشرف المهنية، والوقوف على مقترحات وتوصيات علمية تسهم في بناء وازدهار الصحافة الرقمية.