رسائل نياط القلب ” ألقِيه في اليمِّ”
بقلم – محمد بن إبراهيم الزعير:
المشاعر :”هي تجربة واعية تتميز بالنشاط العقلي الشديد، وبدرجة معينة من المتعة أو المعاناة. وقد انجرف الخطاب العلمي إلى معانٍ أخرى، غير أنه لا يوجد إجماع على تعريف المشاعر. وغالبا ما تتشابك العاطفة مع الحالة النفسية، والمزاج، والشخصية، والتوجه، والدافعية. في بعض النظريات، يُعتبر الإدراك جانباً مهماً من جوانب المشاعر.” ويكبيديا
و”يظل القارئ للنص الإبداعي في توتر مستمر، يحاول الكشف عن خبايا مدهشة للنص تقوم على حتمية التوازن بين الذوق الجمالي المعرفي الفكري، وبين البنية النصية وأشكالها التعبيرية ومقتضياتها السياقية، ومتى ما كان مدركاً ووعي، فإن تفسيره يقارب الصحة ويوافق جوانب القصدية للنص”
مادتنا “ألقِيه في اليمِّ ” تأليف مشاعل عمر بن جحلان، من إصدارات مركز الأدب العربي للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 2019 م – 1441هـ، تصنف من أدب الرسائل.
تقول د. نزيهة زاغز :”أدب الرسائل فن من الفنون النثرية الذي عرف قديما، تشكل دواوين أي وزارات خاصة بهذا الفن، ويجلب لها أبرع الكتاب، وأجودهم تعبيرا، فديوان الرسائل قديما كان بمثابة وزارة الإعلام والاتصال حاليا، وقد تطور فن الرسائل ليخرج عن النطاق السياسي ليدخل في إطار ما يسمى بالإخوانيات .. ليتبادل الكتاب والأدباء رسائل عدّت دررا في قلادة الأدب العربي”.
ويشير شاكر فريد حسن: ” أن أدب الرسائل يظهر القدرات الإبداعية لمن يتعامل به من خلال أجادة التعبير وجمال البوح والتلاعب باللغة ومفرداتها كي يوصل أحاسيسه ومشاعره الداخلية النابضة”.
فعل الكِتَابة لدى الكَاتبة دافعة: “هو أنني مررت بالعديد من المواقف التي كان ينبغي فيها الرد .. لكني أثرت الصمت حينها، تعبت من كل تلك الصراعات والمناورات الداخلية التي أعيشها، لذا كتبتها هنا. ألقيتها في اليم”.
“رسائل لم تصل بعد … لم تصل في وقتها المناسب” على العكس وصلت في أبهى حُله، عددها حوالي الخمسين رسالة . نقطف منها المرسلة إلى (الأم-الأب-الخال-الأخ -الطالبات المعلمة)
- إليك … أمي … ” أنت محطة التقاء قلبي بعقلي. يا نبض فؤادي بعقلي”
- إليك …أبتاه … ” تعيرني الآلام .. تذيب قلبي وتحرق فؤادي.. كلما سمعت قولهم (يتيمة ).. كلما امتدّت يد أحدهم لرأسي يكتسب بها أجرًا دون أن يلتفت لوجع قلبي فيمسحه”
- إليك خالي ” سأظل طول حياتي أبكيه … دون محاولة البحث عنه، غريب كيف تصالحتُ مع الفقد وألفته”
- إليك ..أخي.. ” الشيء الوحي الذي تمنيته عوضاً منذ طفولتي هو: وجود أخ لي، لا يمكن أن أصف شغف قلبي تجاه هذه الأمنية.. وكيف أني بيني وبين نفسي كنت أبني قصصًا لصورته وبطولاته، وأنه سيشبه والدي…”
- إلى … طالبتي .. معلمتي” كنت صبورة في مهنة التعليم.. لإيماني العميق بهذه المهنة، ولطالما حاولت جاهدة أن أكون معلمة ذات أثر لا يُمحى من الذاكرة، وإني استشعر جهدي حين تتواصل معي إحدى طالباتي متذكرة كلمة أو قصة عشناها في فصول الدراسة”.
حول النص انطباعياً
- المحتوى دائري غزير المعلومات الدقيقة مركزه حبرها.
- “تحمل زيادة على معناها الاصطلاحي شحنة عاطفية ، استعملت في سياق التركيب”.
- خط اتصال نفسي بين المرسل و المتلقي.
- النصوص فيها المواقف السببية التي تعالج وصولاً إلى النتائج.
- إعادة ترتيب بعض الأمور التي أُعتيد نمطها الثابت.
- الرسائل تتضمن النثر، الشعر، القصة.
- الاستدعاء التاريخي، الديني .
“اتسمت به هذه الرسائل من خصائص فنية أدبية، وما فيها من إبهار ودهشة، حيث الكلمات التعبيرية البعيدة عن التصنع والتكلف والمجاملة والتعقيد. وما زخرت به من المشاعر الجياشة الجميلة وروح الإبداع والحس الأدبي العفوي الصادق في كل حرف وكلمة”. شاكر فريد حسن
الصفات مع شواهدها
- الفخر “لا اكتب اسمي إلا ثلاثيًّا”.
- القوة ” اليتم يكسرك كسرًا لا تنكسر بعده أبداً”
- الشفافية “لا يستوعب عقلي بعد كيف تكون امرأة بريئة مضطهدة وهي ما زالت تنجبُ من الزوج الظالم الشرير المستغل (ضحاياها ).
- التغيير “بالغت في اعتمادي على ذاتي وكافحتُ لإثباتها .. لكني مع الوقت تعلمت أن الله خلقنا وسخر بعضنا لبعض”.
- النضج ” نحن نزداد نضجًا بالأوجاع!”.
- الصمت “أحترفُ الصمت كي أخدِر جروحي”.
“الليلُ يسألُ مَن أن
أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ
أنا صمتُهُ المتمرِّدُ
قنّعتُ كنهي بالسكونْ”
نازك الملائكة
- الوضوح: “إظهار الكره أكثر سلمًا من تمثيل المحبة”
- المقياس: “العلاقات الإنسانية لا يمكن أن تتساوى ردة الفعل في المقدار أبداً”.
- الصدق: ” الحديث الذي يكون مع الغرباء… وأقرب ما يكون إلى القلب”
اعتراف : “لا أندم حين أجهز به. الطاقم الإداري ولاسيما في المدارس الأهلية .. فلا يهمهم غير مصلحتهم .. واستغلال المعلمات واستنزاف طاقتهن”
الراحة: “لا تجعلوا الكلمات تموت بداخلكم”
من قراءة أ. سعد الغريبي في صحيفة الجزيرة التي كان عنوانها”(ألقيه في اليم): كتاب يعيدنا إلى أدب الرسائل”
سيرة ذاتية : “وفي توجيه ساخر لمن يكتب سيرته الذاتية دون أن يكون عنده معين يمتح منه تقول: «مجرد فكرة الإقدام على كتابة السيرة الذاتية تعني أن المرء يتمتع بقدر غير قليل من الثقة العالية.. وربما الغرور الذي لا يمكن التغاضي عنه وإغفاله، وحينها سيضع المرء نفسه أمام تحد إذ كيف سيثبت للقارئ أنه شخص مؤهل لتصبح له سيرة تروى”.