إبداعات
مرة أخيرة
نص – عادل جاد، رقية زين الدين:
كانت تؤذيها كل ليلة تلك الجدران التي تحاصرها وتشعرها بعبء الذكريات ، كما يؤلمها ذلك الهسيس المنبعث من نياط الروح حاملاً معه ملامحه .. نبرة صوته .. وبعض الحنين.
يثير خيالها نظراته المثقلة بحديث صامت ، إبتسامته المصطنعة تفضح ارتباكه.
تقتات كل مساء علي صورته التي لاتفارق الجفن، وتفكر في الخطوة التالية، تزجُ بنفسها تحت الملاءة في الليل، يوحشها الظلام لولا طيفه الذي يلفها بحنان بالغ، تبتسم كطفلة فتغفو في سلام.
حساسية العمل المشترك ونظرات الزملاء الفضوليين تُربك كل حساباتها وتشعرها بتوتر ، تحاول الهرب من عيونهم والتوغل في لب روحه .. رغم كل ذلك!.
بدت منها صرخة مكتومة وهي ترمق وردة حمراء على مكتبها في الصباح الباكر.