كورونا و كوكب الارض
بقلم – دكتور نجوى محمد الصاوي، استشاري حساسيه ومناعة اطفال عام:
بعد هذه الازمه الكل الان يتحدث عن التغير الحادث في الطبيعة خاصه في المدن، أصبحت السماء زرقاء بعد أن كانت رماديه ملبدة بدخان المصانع، الهواء صافي نقي منعش، الأنهار والبحار نظيفة.
عندما خلت الشوارع من البشر، ظهرت الحيوانات البريه تتمشى بحرية ببعض مدن العالم بمنظر جميل جدا في الشوارع مثال أستراليا.
والاجمل ان سكان إحدى مناطق شمال الهند اسمها “جالاندهار” استطاعوا رؤية قمم جبال الهيمالايا الجميلة المكسوة بالثلج بحيث حرموا من ذلك المنظر لمده جيلين لتلوث الهواء.
لابد من إعادة برمجة الحياة على كوكبنا حيث يسود الإنصاف للحياة الطبيعية ولنا عندما نعيشها، كلنا يقر ويعلم بأن للتكنولوجيا اثر سلبي سيئ على الأرض، مثال استخراج النفط بالطريقة العادية لم يكن ضارا ولكن أدت الوسائل الحديثة لاستخراج النفط الصخري إلى تدمير المناظر الطبيعية البكر.
من الأشياء أيضا التي تهدد طبيعة الأرض والكائنات الحية والآن ليس لها حل تراكم مادة البلاستيك، الذي يستخدم مرة واحدة لما له تأثير جدا سلبي على الارض وسكانه وطبقة الأوزون والكائنات البحرية والبرية، ربما في هذه الفترة قل الاستخدام لها وبدأت الطبيعة تتنفس و تنتعش.
للأسف، العديد من المشاريع في بعد الدول كان لها تأثير سيئ على الطبيعة منها السكك الحديد والمحطات النووية التي وضعت في أماكن زراعيه وفي الغابات الخضراء، بحيث اثرت على السكان الأصليين للمنطقة وتضررت الطبيعة والحيوانات والبشر.
نحن البشر أخطأنا في حق الأرض بطرق عديدة، واستمرينا في القيام بذلك ، ربما هذا الفيروس أراد أن نعي ما فعلناه في هذا الكوكب الجميل، وهذا ما جعلنا نعي أيضاً على مستوى العالم أن حياتنا هشة، كثير من أمور حياتنا غير ضرورية ومعظمها كماليات لا تسمن ولا تغني من جوع، نستطيع الاستغناء عنها والعيش بدونها في اي لحظه، العديد من لأشياء التي أخذناها كأمر مسلم به وضرورية تم انتزاعها بسهولة من أيدينا ولم نشعر بفقدانها.
لحسن الحظ الان اصبحت البشرية تدرك أن العديد من الكوارث مثل الحرائق في غابات بعض الدول، الفيضانات التي لا تعد ولا تحصى، زيادة المجاعات وموجات الحر، ارتفاع مستوى سطح البحر والأوبئة ليست سوى نتيجة لخيارات نمط الحياة التي اتخذتها البشرية وأثرت على كوكبنا.
حيث أظهرت الأزمة أنه يمكن تعديل عاداتنا، ومعالجة مشكلة التلوث على الأرض بنفس فعالية الجهود المبذولة لتسوية منحنى الفيروس.
من المؤكد الآن أن الفيروس لن يؤدي إلى تقليل التلوث على المدى الطويل ، وكما هو الحال، فإن لم نغير العديد من الامور فإمكانية الارتداد إلى الوضع الطبيعي المعتاد ستكون سريعة.
هذا هو الوقت الذي يجب أن نساعد على إنعاش كوكبنا، مثل زراعة المزيد من الأشجار، والعمل على التقليل من التلوث لتنفس الهواء النقي والسباحة في الأنهار والبحار النظيفة.
يجب أن يكون هذا هو إرث الوباء، دروس من الجائحة مفهوم يستكشفه عالم الشركات كبديل للحظر هو “العمل من المنزل”، يسلط الضوء على تقليل البصمة الكربونية مع ضمان الحفاظ على الكفاءة في مكان العمل، تعترف الشركات بعدم جدوى السفر غير الضروري، سواء في المكتب أو في العمل الرسمي.
يدرك المستهلكون وعلى الرغم من تأخر ذلك فإن أنماط التسوق الحالية لم تكن قائمة على الحاجة الماسة، في بعض الدول الزراعية تفوق الفوائد التراكمية للهواء والمياه النظيفة تقديرات الوفيات بالفيروس، ويقدر أن الإغلاق أدى إلى انخفاض كبير في حوادث الطرق لبعض الدول الأخرى.
خلاصة القول، ولادة أرضنا تحتاج إلى النظر إليها من أعين أجيالنا المقبلة، والفرصة للقيام بذلك موجودة الآن، تضرر الأطفال بشدة نتيجة الإغلاق في جميع أنحاء العالم، لن ينسى أطفال هذا الجيل أبدًا الفيروس الذي غيّر حياة آبائهم وطريقة لعبهم، وسوف يبذلوا الجهود لإنقاذ كوكب الأرض من المزيد من التلوث والاستغناء عن العديد من أمور الحياة الغير ضرورية.