الأخبار الثقافيةمقالات

 أهمية اللغة العربية لدى الشباب العربي

بقلم – ياسر العرينان:

أفخر بالكتابة عن موضوع كاللغة العربية، للوصول لأكبر شريحة من المهتمين وأصحاب الاختصاص من اللغويين والكتابة.

وقبل أن نتعمق في النقاش بجب علينا معرفة سبب عجز الكثير من أبنائنا عن التعبير بالغة العربية الفصحى والتحدث بها بطلاقة بالرغم من أهميتها في ثقافتنا وأنها لغتنا الأم.

هذا السؤال البسيط يحتاج لمجلدات بحثية ودراسات اجتماعية للإجابة عليه بدقة من خلال مناقشة عدة محاور قد أجهل الكثير منها، ولكن من أهمها عدم التأسيس الجيد للأطفال من خلال تحفيظهم لكتاب الله تعالى وتفسيره وعلومه مما يثري عقولهم بالمفردات وقواعد اللغة، ويقوم ألسنتهم بالفصاحة والبلاغة وحسن البيان.

فهذا الأمر يكسبهم فصاحة اللسان على حساب التركيز على لغات أجنبية بسبب تيارات التغريب المستمرة، والتي بلغت ذروتها في عصر توفر الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية حتى أصبحت هي مصدر التربية الرئيسي للأطفال مما مكنها من زرع بذرة ثقافة أجنبية داخلهم ولغة غير لغتهم الأم، وابعدتهم عن هويتهم العربية فأصبح يشق على بعضهم التعبير باللغة العربية الفصحى بطلاقة وبلسان عربي مبين.

الأمر الذي تسبب في ظهور عثرة جديدة في طريق الفصاحة، وهي الحرج والخجل عند التحدث باللغة العربية الفصحى أمام الآخرين، إما بسبب ادراكنا لضعفنا في لغتنا مما سيعرضنا للسخرية حال تحدثنا بركاكة، فنحاول ستر هذا الضعف من خلال الظهور بثوب الثقافة الأجنبية لعلمنا بمدى اهتمام الناس بالثقافات الخارجية بعد التسويق لها كأسلوب حياة حضاري مترف يعكس كثرة الأسفار والدراسة في مدارس خاصه قائمة على لغة اجنبيه حتى اصبح التحدث باللغة العربية دليل ضعف يخجل منه الناس!.

وقد يكون سبب هذا الحرج كوننا لا نضمن تمكن الأشخاص أمامنا من اللغة العربية الفصحى، ومدى تمكنهم منها ووفرة مفرداتها لديهم فنضطر للتحدث معهم بلهجة عامية بيضاء ومبسطة؛ لتجنب الحرج وسوء الفهم و إيصال فكرتنا بوضوح لهم.

ثم كبر الأطفال ونمت معهم تلك البذرة فأصبح الشباب ينظرون لمن لا يجيد اللغات الأجنبية نظرة دونية، حتى وإن كانت إجادة المرء لأكثر من لغة دليل على الذكاء وسبباً لتطوير المهارات الذهنية، فأصبح التحدث بلغات هجينة بين العربية واي لغة اخرى من مظاهر الحضارة يستعرض منها المرء تعدد علاقاته مع مجتمعات مختلفة، من أقاصي الارض بين مشارقها ومغاربها.

مما يعكس اطلاعه على ثقافاتهم وتبني أفكارهم من باب الاختلاف والتفكير خارج الصندوق في مراحل البحث عن الذات عند المراهقين، فهم يرون أن الثقافة العربية سهلة ومتوفرة للجميع متناسين أنها من أقوى وأصعب وأكبر اللغات في عدد مفرداتها، وأنها كانت سبباً ليكون القرآن الكريم معجزة العرب!.

ومن هنا يستمر التشبه بالثقافات الخارجية من بعض الشباب إما لظنه أن تلك الثقافة هي سر نجاح ذلك المجتمع الخارجي فيبدأ بمحاكاة أفراد شعبهم بحثاً عن نجاحه الخاص وأملا في تحقيقه، أو لمجرد الظهور بصورة الشاب المواكب للعصر برغم تغيراته السريعة على اقل تقدير.

وفي النهاية، أصبحنا نجد العامية بكثرة في الكتب العربية والروايات والمقالات والإعلام العربي، بسبب أن العالم أصبح الآن أصغر من حجرة صغيرة ولم يعد مجرد قرية صغيرة كالسابق، نتيجة برامج التواصل الاجتماعي التي تضم العديد من اللهجات العربية المختلفة، مما اضطررنا لخلق لهجة بيضاء بسيطة تسمح لنا بمشاركة أفكارنا بوضوح ويسهل على جميع العرب بلهجاتهم المختلفة فهمها وتحقيق أقصى انتشار لتلك الفكرة، أو الرواية كما يفعل بعض الكُتاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى