الكاتب العالمي هشام مطر يصدر .. “شهر في سيينا”
يعرض الكاتب العالمى هشام مطر، الحياة الفنية فى مدينة سيينا الإيطالية، من خلال كتابه الجديد “شهر فى سيينا- الفن والحب والخسارة”، وهو كتاب صغير الحجم، ويتضمن رسومات توضيحية للوحات الرئيسية، يتلألأ بملاحظات رائعة على الفن والعمارة والصداقة والخسارة.
يتحدث الكتاب عن الأعمال الفنية الشهيرة بالمدينة، وتدور أحداثه حول إقامته فى شقة كانت جزءًا من قصر قديم بسقوف جصية وغرف متناسبة تمامًا.
يسرد “مطر” ذكريات المدينة الجميلة التي تعود إلى العصور الوسطى، وما تملكه المدينة من جدار مهيب لصد الغزاة، وبداخلها متاهة بها ممرات ضيقة، هذا إلي جانب ساحة “بيازا ديل كامبو” التى لا مثيل لها.
وكان لسور المدينة ذكريات خاصة لديه حيث اعتاد الذهاب إليه يومياً عقب زيارته للمعرض، وفي هذا الاطار يقول “مطر”: غالبًا ما شعرت كما لو كنت أتتبع حدود نفسى وتصبح إقامتى في سيينا بمثابة استكشاف شخصى عميق لـ “الذات المدينة”.
والجدير بالذكر أن الكاتب الليبي “هشام مطر” حاز على جائزة بوليتزر الأدبية عن كتابه مذكراته “العودة” التى يروى فيها وفاة والده.
بدأ إلهام مطر بمدرسة سيينا للرسم عندما كان طالبًا يبلغ من العمر 19 عامًا فى لندن، فى تلك السنة تم اختطاف والده المعارض لنظام القذافى فى القاهرة، كان يعيش فى المنفى ونُقل جواً إلى ليبيا، سُجن ثم اختفى.
وصفت مذكرات مطر كيف عاد إلى ليبيا بعد أكثر من 25 عامًا لمعرفة ما حدث لوالده، ظلت تلك التجربة المؤلمة معلقة فى كتابه الجديد، حيث يجلس مطر فى مقبرة شاسعة خلف سور مدينة سيينا مباشرة.
سافر إلى “سيينا” لمشاهدة اللوحات الشهيرة فى المدينة، لتحقيق الرحلة وعد نفسه للقيام بها منذ سنوات عديدة، فعندما تم اختطاف والده، بدأ يزور المعارض الفنية فى أوقات الغداء، ويقضى ساعة كاملة يدرس لوحة واحدة فقط، منها لوحة “البشارة” للمكفوفين للفنان دوشيو، فهذه اللوحة صورت شكل للدراما المعلقة التى أصبحت ضرورية له.
كان “مطر” متصالح مع فقدان والده والاعتراف أخيرًا بالحقيقة المؤلمة، قائلا: سيتعين عليّ أن أعيش بقية أيامى دون معرفة ما حدث لوالدى، كيف أو متى مات أو مكان رفاته.