وثيقة
تلكَ الوثيقةُ يَحفظُهَا زمنِي
ضياءً على جُدُرٍ وزاويةٍ
علَى سَقْفِ الذِّكرَى
وحَقيبةِ يدٍ قديمةِ
أُطالعُها ليلةَ ارتعاشٍ وندمٍ
فيُدفئُ نورُها عَيْني
أُلامِسُ حروفَها السَّقيمَة َ
فتعلقُ بِراحتي خُيوطَ حياةِ ..
تعانقُ بسمةً تغلِّفُ جراحَ النَّبْضِ
تقولُ حُروفُ اسمِكِ تغاريدٌ
تَهِلُّ بالخافقِ كما البدْرِ
كَما نورٍ في مِشْكاةٍ
بِالوهجِ يملأُ الأْحْداقَ ..
***
تلكَ الوثيقةُ الباقيةُ كُلًّا فِي نبْضِي
تَرقُصُ معانيها
تُشيعُ فَرَحاً علَى وَجَناتِ ليلةٍ حزينةٍ
أعانِقُها آنَ الْحنينِ والْأنينِ ..
أبْحثُ فيها عن عطْرِ الْحياةِ الضَّنينِ
أُسائِلها عن زمنٍ غَرُبَ نورُهُ
فتدمعُ عينُ الْوفاءِ ..
تلك الوثيقةُ لمْ تَبْلَ
لم تذبُلِ الحروفُ على حناياها الْجَذلى
مازالت تضِجُّ بدمائها العبارات ُ..
حملتُها إليه في صبحٍ واجمٍ
علَّ الزَّمنَ بعينهِ يحْيَى
جهلَ خطَّهُ عليْها
جهلَ انهمارَ العباراتِ الثَّكلَى
ناصيتَها المغلفةَ بوقعِ همسهِ الجريء ..
قلادتهُ من زمرُّدِ الأميرةِ
استغربَ الوشمَ
شَهْدَ العباراتِ
وما انهمرَ من الرُّوحِ الولْهَى
***
ابتسمَ
قال : هيهاتَ للزمنِ أن يعيدَ الرُّفاتِ..
هيهات للعبارة ِ أنْ تحْيا ..
أوغرَ في الخافقِ ذعراً , ثمَُّ نزفاً..
أعدمَ جرعةَ الصَّبرِ السَّقيمِ
أغرقَ الروحَ في عاصفة ِورجفة ِ..
أحال الخضرةَ والظلالَ
عروشاً خاويةً
غادرَ إلى حيثُ الهَوى أبى إلاَّ أنْ يسيرَ ..