جِدَارِيَةُ النَّهرِ و العَطَش
بقلم – رمزى حلمى لوقا:
مَا أَرحَبَ الحُلمَ فَوقَ النَهرِ يُختَلَبُ !
وَادٍ تلِيقُ بِهِ الآفَاقُ و السُحُبُ
و الخَيرُ ضَرعٌ يَصُبُّ الدُهنَ فى كَرَمٍ
مِنهُ الحَلِيبُ و طِيبُ المِسكِ و الطَرَبُ
من كَفِّ ” حَابِى ” شَعِيرُ النَهرِ يُشبِعُنَا
و الكَأسُ من كَرمِهِ يُرجَى و يُرتَغَبُ
سَلَّة غِذَاءٍ بَنَت لِلأَرضِ جَنَّتَهَا
لِحُلمِ يُوسُف و حِفظُ اللهِ تَنتَسِبُ
فى كُلِّ عَامٍ يَفِيضُ النَهرُ فى سِعَةٍ
أو يُغدِقُ العَامَ ثُمَّ العَام يُجتَنَبُ
إخضََّرَت الأَرضُ يَا ” كِيمِيت” و اصطَبَغَت
لِكُلِّ زَهرٍ بَهِىّ اللَونِ تَنجَذِبُ
تَسَلَّقَ المَاءُ حَبوًا ظِلَّ سَاقِيَةٍ
تَشدُو البَوَادِيَّ وَجِيبًا حِينَ يَنسَكِبُ
تَسقِى النَخِيلَ عَلَى شَطِّيهِ فى دِعَةٍ
و يَنتَقِى الشَهدَ فى عَليَائِهِ الرُطَبُ
و يَسكُبُ الطَميُ طِيبًا في خَمَائِلِهِ
و يَرتَوِى التِينُ و الزَيتُونُ و العِنَبُ
،،،،،
أَنَستَفِيقُ على الأحلَامِ مُجهَضَةً؟
يَأوِى إلَيهَا ذَوُو الأَطمَاعِ و السَغَبُ
حُسَّادُ طُهرِكِ يَا أُمَاهُ قَد أُمِرُوا
و تَآمَرُوا الأَمسَ ثُمَّ اليَومَ و ارتَقَبُوا
أن يَسقُطَ السَهمُ فى أَرضٍ بِلَا ثَمَنٍ
أَو ذَاتَ شَعبٍ ذَلِيلِ النَفسِ يُستَلَبُ
أو يَنحنِى كُلَّمَا هَبَت عَوَاصِفُهَا
أو يَستَوِى الأَمرُ إن صَدُّوا أو انسَحَبُوا
تَآمَرَ الخِزىُ و البُهتَانُ فى كِبرٍ
و أنكَرُوا اليَومَ مَن بِالأَمسِ قد صَلَبُوا
أَعوَان قَهرٍ نَمُوا فى كُلِّ خَافِيَةٍ
استَعطَفُوا و استَكَانُوا حِينَمَا نُكِبُوا
و يَستَثِيرُون رُهَابَ القَومِ من كَذِبٍ
مَا أكرَبَ النَفسَ حِيثُ الأَرضُ تُنتَهَبُ
و أقبَحَ الصَبرَ حِينَ تَطُولُ لَعنَتُهُ
و أَضيَعَ العُمرَ حِيثُ العِرضُ يُغتَصَبُ
،،،،
” إيزِيسُ فى خِدرِهَا تَبكِى و تَنتَحِبُ “
هَيهَات ما زَعَمَ الفُجَارُ أو كَذَبُوا
لَن يُخذَلَ المَرءُ يَومًا حِينَ يَسأَلُهَا
كَم من سُيُوفٍ لَهَا فى حَدِّهَا اللَهَبُ.!
و كَم أَصَابَت بِهَا فى كُلِّ نَازِلَةٍ.!
و كَم عَدِوٍ لَهَا أَضنَى بِهِ الرَهَبُ.!
و كَم كِلَابٍ عَوَت فى كُلِّ قَافِلَةٍ .!
و حِينَ حَمَّ الوَغَى فَرُّوا أو ارتَعَبُوا
و كَم عُرُوشٍ فَنَت فى ظِلِّ حَربَتِهَا.!
و كَم رُؤُوسٍ هَوَت حَتَّى ارتَوَى الغَضَبُ.!
هَيَّا اقطفُوا الرَأسَ إذ تَدنُو لِهَيبَتِهَا
مَهمَا تَعَالَت عَلَى خَيبَاتِنَا الحِقَبُ
و سَيِّجِوا الآنَ حَولَ النَهرِ واصطَخِبُوا
أم تَكتَفٍى بِخَوَاءِ غَطِيطِهَا النُخَبُ
فكَم شَهِيدٍ لَقَى بِالفَخرِ مَنزِلَةً !
ما أَكرَمَ المَوتَ عِند الحقِّ يُنتَخَبُ !
،،،،،
الوجيب: (اسم)
صوت خفقان القلب باضطراب ورجفة
حابي:إله النيل عند قدماء المصريين
كيميت: كمت اسم مصر القديم معناه الأرض السوداء
السغب: جوع مع تعب
إيزيس: إلهة
حم الوغي: اشتدت الحرب
غطيط:شخير