أَزْرَقُ قَمَرِي
شعر – خديجه بن عادل، فرنسا:
وَأَصْحُو…
عَلَى صَبَاحَاتٍ غَرِيبَةٍ
وُجُوهٍ شَائِهَةِ المَلَامِحِ
حُرُوفٍ فَقَدَتْ مَعْنَى الحَبِيبَةِ
فَرَاشَاتٍ تَرْتَجِفُ فَوْقَ جُورِيَّةٍ
تُحَاكِي ذِكْرَيَاتِي المُمَزَّقَةَ
وَأَنْحَنِي فِي مَتَاهَاتِ الخَوْفِ
أَتَحَسَّسُ
أَتَأَمَّلُ
أَصْرُخُ،
أَتَلَمَّسُ طَرِيقاً أَضَاعَ الاتِّجَاهَ
أُحَاذِرُ حُلْماً مَسْحُوراً
وَيَفِيضُ انْفِلَاتٌ فِي فَجْوَةِ الرُّوحِ
يَغْتَسِلُ بِمَاءٍ أُجَاجٍ
سُكُونٌ يَمْلَأُ الآفَاقَ…
مُْطِبقاً مُتَأَهِّباً
أَتَوَسَّدُ أَوْرَاقِي، أَشُدُّ يَدِي
خِيفَةَ السُّقُوطِ
وَالخِدَاعُ يَتَعَطَّرُ مَرَارَةَ الأَشْيَاءِ
يَزُفُّ مَرَاكِبَ الرَّحِيلِ.
بِلَا وَدَاعٍ
فُسْتَانِي مَازَالَ عَلَى الشِّرَاعِ
وَفِي الأَحْدَاقِ قَسْوَةُ الأَصْدَافِ
حَارَتِ المَحَارُ فِي مَخَادِعِهَا
قَلْبِي يُلَوِّحُ لِلصُّرُوحِ بِلَا رُوحٍ
تَحُومُ حَوْلِيَ الغِرْبَانُ..
تَنْخُرُ مَسَامِعِي
تَتَجَمَّعُ، تَرْقُصُ، تَمُوجُ كَالقُطْعَانِ
وَأنْيَابِ الغَابِ
تَنْهَشُ مَلامِحَ القَمَرِ
جِيءَ بِيَ الرِّيحَ
تَارِيخَ مَوْجٍ أَزْرَقَ
وَالَّلْيُل يَسْرَحُ جَدَائِلَ المَدَى
كَيْفَ تَسْأَلُنِي الفَلا
وَبلَاغَةُ الكَوْنِ عَنْ مَوَائِدِ النَّدَى صَائِمَةٌ؟
حُرَّةٌ أَنَا
حِينَ أَسْتَفِيقُ
مُتَمَرِّدَةٌ أَنَا، إِذْ
أَسْتَقْبِلُ لَذَّةَ المَجْهُولِ
فِي عَيْنَيْكَ مَجَازاً
وَجَزَائِراً
فِي نَهْرِ الهَوَى
سَجْدَةً عَلَى النَّاصِيَةِ
الرُّوحُ عَلَى أَبْوَابِ القِيَامَةِ ثَمِلَةٌ
وَالقَصِيدَةُ تَبْكِي المَسَافَةَ وَالأَجَلَ.