شعر- آمال الشربيني:
قُم ابنِ سفينَكَ
وحدكَ
لا تنتظر عونا
أو نبوءةَ
لا نارَ في التنور
ولم يتبقَ من الصبرِ شئٌ
في مِشنَّةِ خبزك.
لا تنتظر أحدا،
فليس سوى نعليكَ زوجٌ
سيركبُ الوهمَ معك
من الأفضل لو واجهتَ الماءَ
عارياً من كل شئ
لأنه
-الماءَ-
لم يعد نفسُهُ.
فقد تعلم من أخطائِه
وصار يكرهُ التحضرَ
سيعلمك
-الماءُ-
أن البدائيةَ أكثرُ بداهة
وأن اليابسةَ رفاهيةٌ لا تستحقها
قم ابن سفينَكَ
من لحمِك ودمك
لن تجدَ في المدينةِ كلِها
جذراً واحدا ثابتا في الأرض
لتقشرَ عن ساقهِ اللُحاءَ
فكلُ تلك الهواتِ الجوفاء
التي اقتلعوا من الطينِ عيونَها
لم تعد ترى اتجاهَ الرياحِ
حتى أصبحت عقيمة.
لكنها …
حين يغمرُها الماءُ
ستنبتُ لها عيونٌ
وتتمدد سيقانُها
وتتفرعُ منها أطرافٌ
تغرسُ أصابعَها في جسدِكَ
وتبني لك سفينك ..
من لحمك ودمك
ليقبلها الموجُ
ويحملُها إلى أرضِ الكَرْمِ
وهناكَ …
ستقعُ في نفسِ الفخِ القديم
إن لم تحسنْ الاختيار
بين موارةِ سوءتِكَ
أو عصرِ الخمرِ
وإلا سيأكلُ من رأسِكَ الطيرُ
……
فماذا تَراكَ؟!