مقالات

متى نتخلصُ من عقدةِ ٱلْانبهار بٱلْآخر ..؟!

هَمسَاتٌ في زمَنٍ الْكُورونا .20.

بقلم:سعيده الرغيوي
تلك ٱلْهالةُ من ٱلْأضْواء شبيهة بسمكةٍ مفترسة تُجيدُ ٱلْمُرواغة ..تتلونُ كَيْ يسْهلَ عليها ٱلْفتكَ بفريستها .. هذا هو شأنُ ٱلْغرب وٱلْحضارة ٱلْغربية ٱلّتي أجادتْ وبإتقانٍ أن تلبسَ ٱلْأَقنعة وأن تلبسَ على مَدَى قُرُونٍ أردية تلائمُ كُل مَرْحلةٍ ..حَضارةٌ انْبهر ٱلْعربُ بها فٱقتفَوْا أثرها
مُقلدينَ قُشُورها ..مافتئوا يحلمون بنساءها وعُطورها ٱلْفاخرة وأسْواقها وماركاتها الْمُسَجلة وكل شيء فيها ..هي أشبه ماتكونُ بٱلْأخطبوط وٱلْمرأة ٱلْفاتنة وبقنينة نبيد ممتازة ..
لايُنكرُ مُنكرٌ أنّ ٱلْغربَ قد قطع أشْواطاً في ٱلْمَدَنِيةِ وٱلتّحضُّر ..وفي مجال ٱلْبحث ٱلْعلمي وٱلْحُرُوب بين ٱلْكَنيسة وٱلْعلم ماتزالُ تلقي بِظِلالها ليومنا هذا.. ولايُنْكِرُ مُنْكِرٌ أيضا أن انْبهارنا بٱلْغرْبِ جعلنا نَحْتقرُ وَنَزْدرِي كفاءاتنا ونحْلُمُ بهجرةٍ ونزُوحٍ جَماعِي إلَى هُناكَ..كان ٱلسّفر وَٱلْحُلم وكانتْ ٱلْحقيقة وكان ٱلْانبطاح وٱلتّبعية واضحين..
فوجدنا حَتَّى ٱلفئة ٱلْمثقفة مِنّا تُسَارعُ كيْ توفر لأبناءها وبناتها تعلِيماً وَفُرَصاً أفضل بإرسالها للخارجِ من أجل متابعة ٱلدّراسة وٱلتّحصيلِ وٱلْعودةِ بشهادةٍ علمية..هي تعترفُ ضمنيا بتفوق ٱلْغرب علينا وإنْ أنكرتْ ذلكَ في قرارة نفسها ..فهي مَسْكونة بِعُقْدة تفوُّقِ ٱلْآخر.
هو إذن حلم ٱلْاغتراب وتحقيقِ فعل ٱلْكينونة وٱلْانْوجاد وٱلْانبهار بٱلْغرب..حاولنا تسَلُّقَ حبال ٱلْغير لكننا ٱكتشفنا ضياعنا فيه ..هو استلابٌ ذكِيٌّ من حضارةٍ تقدمت بفعل انتصارها لذاتها وإيمانها بقدراتها ..أين نحنُ من هذا كله ٱلْيوم ..هل سنعيدُ ٱلْكَرّة ..أم أن ٱلزّمن “ٱلْكُوروني” سيبعثنا أُناساً مُخْتلفينَ مُغايرِينَ عن ٱلسّابق..ننطلقُ من ٱلدّاخلِ لبنائنا وإعادة تشكلينا وَفْقَ مَنَظُورٍ جَديدٍ ينتصرُ للإنسانِ فينا وللقِيمي بعيداً عن عالم ٱلْماديات ..؟!.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى