المستشرق الصيني يي هو: اللغة العربية لغة جميلة تفيض بالاحساس والجمال
حوار- أحمد سماحه:
لفت نظري وجوده في اكثر من ملتقى أدبي بأقاليم مصر، ملامحه الآسيوية وعربيته الفصحى المعجمة، وأهتمامه الشديد بالحركة الأدبية مما دفعه إلى تجشم عناء السفر من القاهرة للمشاركة في مؤتمر أدبي في دلتا مصر “مؤتمر القلقشندي بمدينة بنها أو ملتقى أدبي في الصعيد” ملتقى طه حسين بسوهاج”. أو غيرها .
وكذلك اسمه العربي الذي كان يقدم به في هذه اللقاءات “جلال”وأيضا لقاءتنا في مهرجان الجنادريه ,
* حين قدمت إليه نفسي قابلني بحفاوة، وعندما عرضت عليه رغبتي في اجراء هذا الحوار لمجلة”آداب نيوز” رحب واخرج لي من حقيبته بعض الجرائد السعودية بها بعض اخبار عنه وكان لنا معه هذا الحوار:
* المستشرق الصيني “جلال” لماذا هذا الاسم بالتحديد؟
ـ في الحقيقة اود ان تقول “مستعرب” أفضل لأنني مثلكم من الشرق، اما “جلال” فهو ترجمة لاسمي بالصينية يي ـ هو، وهو نفس المعنى تقريبا.
* لماذا الاهتمام بالأدب العربي ؟
ـ بصورة عامة أنا اهتم بالأدب العربي من الجاهلية حتى الآن، ولكن حيث ان لكل إنسان قدرة معينة فلا يمكنني ان اتناول كل المجالات الأدبية ولذلك ابذل جهدي في دراسة النقد العربي اضافة إلى اهتمامه الخاص بفكر عميد الأدب العربي “طه حسين”.
* لأي مدى وصلت في دراستك لفكر طه حسين؟
لدي في الصين مجلدات لأعمال طه حسين الكاملة باللغة العربية وقد قمت بالكتابة عنه في دائرة المعارف الصينية وفي مجموعة خاصة بدارسة الآداب الأجنبية الشرقية في الصين كما قمت بترجمة حياته وبعض اعماله وقطعت شوطا لا بأس به في هذا المجال، واضافة إلى طه حسين كتبت عن بعض الأدباء والمفكرين العرب القدامى والحديثين فمن القدامى، الجاحظ، وجرير، والفرزدق، والأخطل، والأصفهاني.
* أين تعلمت اللغة العربية في مصر أم المملكه أم في الصين؟
في الصين.
* هل هناك مدارس او معاهد لتعليم العربية، في الصين؟
تدرس العربية من خلال اقسام اللغات الأجنبية في بعض المعاهد والجامعات العليا ولا توجد مدارس لتعليم العربية.
* حتى ولا في بعض المناطق التي ينتمي أهلها إلى الإسلام؟
حقيقة هناك مبادرات كبيرة وهم يرغبون في ايجاد مدارس لتدريس العربية.
* ماهو سر اهتمامك باللغة العربية والأدب العربي؟
يمكنني ان اقول ان ذلك قد جاء صدفة، فبعد ان انهيت دراستي الثانوية تقدمت إلى الامتحانات العامة “مكتب التنسيق” وقد تم توزيعي من قبل الدولة إلى المعهد العالي للغات الأجنبية والآن يمكنني ان اقول هذه صدفة سعيدة، وقد سعدت بتعلمي العربية لانها لغة قيمة وجميلة.
* لماذا اخترت القاهرة مقرا لدراستك او أبحاثك؟
ـقال “محمد” عليه السلام: اطلبوا العلم ولو بالصين.. وهانحن نحذو حذو “محمد” فنطلب العلم ولو في مصر، ولو في السعودية ولو في أي مكان فقد تعلمت العربية في الصين، ولم اجد الفرصة للتعامل مع العرب في مناطقهم وعندما سنحت الفرصة لم أتردد وحضرت إلى مصر من أجل ذلك.
* هل لك مؤلفات او تراجم من الأدب العربي منشورة في الصين؟
نعم.. فقد قمت بترجمة ونشر بعض الأعمال الأدبية للدكتور طه حسين كما قمت بترجمة بعض القصص والروايات لاحسان عبدالقدوس، وأمين يوسف غراب، وجبران خليل جبران. وغيرهم.. وايضا قمت بترجمة مقالات وقصص وقصائد للأدباء الشباب من السعوديه، كما قمت بترجمة اجزاء من ألف ليلة وليلة.
* هناك اهتمام كبير في الآونة الاخيرة “بالحداثة” في الصين وقد قرأنا بعض المقالات المترجمة حول هذا الموضوع فهل لديك فكرة عن ذلك يمكن ان تمدنا بها؟
من الأفضل في هذا الصدد ان يتحدث عن ذلك المتخصصين من النقاد والشعراء والقصاصين، ولكن سأقول شيئا بسيطا عن هذا الموضوع: فيما أرى يجب علينا نحن في الصين ان نفتح صدرونا اكثر واكثر لكل التيارات العالمية ولانغلق دونها الأبواب، لأن غلق الأبواب يضيرنا.
لقد كنا في الثلاثينات ندرس المذاهب والمدارس الأدبية الأجنبية، ولكن بعد هذه الفترة لم نهتم كما يجب بتلك التيارات والأفكار، ولذا كان من الواجب ان نبدي اهتماما كافيا “بالحداثة” وها نحن في بداية الطريق.
* ما هي الأعمال الأدبية الأجنبية التي تحظى بالاهتمام في الصين؟
في الحقيقة هي كثيرة فمن الأدب الانجليزي مثلا اعمال شكسبير، ديكنز، شيلي وغيرهم ومن روسيا دستوفيسكي، يوشكين، تشيكوف وهناك العديد من الأعمال العالمية الآخرى، ونحن ليس لدينا أي مانع أو حجر على الأعمال الأدبية الأجنبية اذ نقوم بدراستها في معاهدنا وجامعاتنا، ولدينا مطابع متخصصة في ترجمة وطبع الكتب الادبية العالمية ونشرها في الصين.
* من هم أبرز الأدباء الذين يحظون باهتمام القارئ الصيني؟
هناك عدد من كبار الأدباء والشعراء ولعل اشهرهم الروائي “باجن” وهو رئيس اتحاد الكتاب السابق وايضا المسرحي المشهور “ساوي”، ويمكننا ان نقارن “باجن” بالأستاذ “نجيب محفوظ” في جوانب كثيرة وايضا “لباجن” ثلاثية كما لمحفوظ، أما “ساوي” فيمكن ان نقارنه “بتوفيق الحكيم” وان كانت هناك فوارق كثيرة بينهما.
وهناك بعض الأدباء الكبار الذين رحلوا منذ سنوات مثل لو ـ شي عميد الأدب الصيني.
* ما مدى تأثير افكار “كونفشيوس” على الأدب أو المجالات الفكرية الاخرى في الصين الآن..؟
نعتبر “كونفوشيوس” معلما أو أستاذا لأفكار تعليمية أو تربوية ويمكننا ان نستفيد من كتبه وأفكاره وكلماته المشهورة، ولكننا مررنا بمراحل مختلفة وكان لزاما علينا ان ننقي هذه الأفكار ونأخذ منها ما يلائم مصالحنا، ففي منتصف هذا القرن كان كونفشيوس مقدسا لدى الشعب الصيني ولكن هناك الآن تيارات نقدية على أفكاره باعتباره محافظا وباعتباره خادما لمصالح الاقطاعيين، ولكن في النهاية يبقى كونفشيوس مثل أي مفكر أخر له محاسن ومساوئ وعلينا ان نختار.
* ما مصير الثورة الثقافية” الآن هل نالت منها الانتقادات والمآخذ التي كثيرا ما نسمع ونقرأ عنها؟
انني اعتبر “الثورة الثقافية” في الصين ثورة فاشلة ورغم محاولات “ماوتسي تونج” فهي لم تنجح وقد جاءت ببعض النتائج السلبية في شتى النواحي الاقتصادية والثقافية والحضارية ونحن الآن في مرحلة التصحيح فقد تغيرت السياسات الرئيسية في كل المجالات في بلاد الصين الآن.
* نشكر المستعرب الصيني “جلال” ونسأله هل لديه شيء يمكن ان يضيفه في هذا اللقاء..؟
في الحقيقة أنا تلميذ عندكم ويجب علينا ان نتبادل تجاربنا ونشارك بعضنا في الاهتمام بها.
ولا يبقى لي سوى ان انتهز هذه الفرصة الثمينة التي أتاحتها لي “مجلتكم “لأبث شكري إلى الشعب السعودي العظيم، والى كل من اخواننا المسلمين في كل البلاد العربية.
هامش: هذا الحوار اجري في آخر مهرجان للجنادريه.