إبداعات
فاقرأني على مهل
شعر- د.جمال مرسي:
أَصَابِعُ الشَّمسِ نَحوَ البَحرِ تَمتَدُّ
تَحنُو عَلَيْهِ، وخَلفَ الغَيمِ تَرتَدُّ
.
تُوَزِّعُ العِطرَ أَنوَاراً عَلَى أُفُقٍ
رَحبٍ، بِسَاحَتِهِ خَيلُ الرُّؤَى تَعدُو
.
جَنَائِنُ الشَّوقِ نَروِيهَا بِضِحكَتِنَا
فَيُزهِرُ الفُلُّ والنِّسرِينُ والوَردُ
.
مِلْنَا، وكَانَ الهَوَى طَيْراً يُسَابِقُنَا
إِلَى رُبَاهَا، وفِي أَغصَانِهَا يَشدُو
.
لَنَا جَنَاحَانِ مَبسُوطَانِ مِنْ أَلَقٍ
الشَّاطِئانِ هُمَا والجَزْرُ والمَدُّ
.
بَانَت سُعَادُ، فَلَم يَسْعَدْ مُعَذَّبُهَا
بِالبَينِ، لَكِنْ هُنَا لَمَّا تَبِنْ دَعدُ
.
حَبِيبَةٌ فِي رِيَاضِ القَلبِ مَنزِلُهَا
عُذْرِيَّةُ العِشقِ يَسمُو عِندَهَا الزُّهدُ
.
بَيْنِي وبَينَ طُيُورِ الشَّوقِ إِنْ عَزَفَتْ
لُحُونَهَا فَوقَ شُبَّاكِ الجَوَى عَهدُ
.
كَأَنَّنَا ورِبَاطُ الحُبِّ يَجمَعُنَا
جِيدٌ يُطَوِّقُهُ مِن لُؤْلُؤٍ عِقدُ
.
يَلُوُمُنِي فِي هَوَاهَا حَاسِدٌ أَشِرٌ
مَا كَانَ يَحسُدُنِي لَو هَزَّهُ الوَجدُ
.
أَقُولُ يَا لائِمِي: إِنَّ الهَوَى قَدَرٌ
و لَيسَ يَمنَعُهُ عَذلٌ ولا حِقدُ
.
حَاذِرْ، فَقَد تُبْتَلَى يَوماً بِوَخزَتِهِ
فَيَسكُنُ اللَّيلُ فِي جَفنَيْكَ والسُّهدُ
***
***
بَعضُ الحِكَايَةِ مِن عَيْنَيكَ مُقتَبَسُ
يَا قَاتِلِي بِغرَامٍ مَا لَهُ نِدُّ
.
يَا مَن جَعَلْتُ لَهُ الجَوزَاءَ مَملَكَةً
كُلُّ النُّجُومِ عَلَى أَسوَارِهَا جُندُ
.
بُحْ كَيفَ شِئتَ بِمَا يُضنِيكَ مِن وَلَهٍ
و كُنْ قَرِيباً إَذَا مَا هَدَّكَ البُعدُ
.
تُلقِي بِقِصَّتِنَا للنَّارِ مِن فَزَعٍ
و فِي ضُلُوعِكَ عُودُ الحُبِّ يَشتَدُّ؟!
.
ضِدَّانِ كَيفَ نَمَا فِي الصَّدرِ نَبْتُهُمَا
و كَيفَ يُمزَجُ مُبْيَضٌّ ومُسْوَدُّ
.
يَذوِي الغَرَامُ إِذَا أَغصَانُهُ اْنكَسَرَتْ
و يَيْبَسُ الوَصلُ إِمَّا اْعشَوْشَبَ الصَّدُّ
.
فَارْفُقْ بِقَلْبِيَ واْقرَأْنِي عَلَى مَهَلٍ
فَإِنَّنِي فِي هَوَايَ الوَاحِدُ الفَردُ
***
إِلَى القَرِيضِ أَبُثُّ الشَّوقَ مُحتَدِماً
و لَستُ أَحزَنُ إِنْ لَم يَأْتِنِي الرَّدُّ
.
فَقَد عَلِمتُ بِمَا تُخفِيهِ مِن زَمَنٍ
و مَا لَهُ رَغمَ أَجرَاسِ النَّوَى حَدُّ
.
ومَا شَربنَاهُ فِي كَأْسَيْ صَبَابَتِنَا
يَومَ اْلتَقَيْنَا فَغَابَ الحِلمُ والرُّشْدُ
.
تَطفُو كَمَا الفُلْكِ فَوقَ الحُلمِ فَرحَتُنَا
و قَد تَرُوحُ بِهَا الأَهوَاءُ أَو تَغدُو
.
فَتَلتَقِي فِي فَضَاءَاتٍ أَصَابِعُنَا
و يَلتَقِي دَمُنَا كي يُبرَمَ العَقدُ
.
فَيَضحَكُ الحَبَقُ الغَافِي عَلَى فَمِنَا
و يَغرُب الحُزنُ لَمَّا يُشرِقُ السَّعدُ
***
رَسَمتُ وَجهَكَ فِي كَرَّاسَتِي وَطَناً
إِلَيهِ تَرنُو فَتَشْفَى أَعيُنٌ رُمدُ
.
وَادِيهِ عَينُكَ فِي عُمقٍ وفِي حَوَرٍ
و سَهلُهُ ثَغرُكَ الوَردِيُّ والخَدُّ
.
وشَطُّهُ صَدرُكَ الحَانِي إِذَا عَبَثَتْ
يَدُ الشِّتَاءِ بِعَظمِي واْصطَلَى البَردُ
.
وبَحرُهُ الشِّعرُ إِذ يَنْسَابُ فِي تَرَفٍ
تَختَالُ إِن قِيلَ فِي أَوصَافِهَا الخَودُ
.
فَهَل تُشِيحُ بِوَجهٍ قُدَّ مِن قَمَرٍ
عَنِّي لِيَأنَسَ بِي فِي وَحشَتِي لَحدُ
.
فَأَكرَهُ الوَطَنَ المَرسُومَ فِي خَلَدِي
يَمَامَةً، هُدُبِي مِن أَجلِهَا مَهدُ
….