مقالات

المجتمع وتلك النظرة المجحفة

بقلم- د.إيناس عمر:

صباحكم نبضات قلبي المليئة بالاسى التي تقرع على اضلعكم تضرعا لتفسحوا المجال لي لطرح اكثر القضايا الشائكه  سأتطرق الي قضيه تؤرق كل امرأه في عالمنا العربي.

الوجع الذي يسكن كل بيت وفكر وهي (النظرة للمرأة بصورة عامة والمطلقة بصورة خاصة) يؤلمني حقًا الحديث في ثنايا هذا الامر لأني واحدة منهن.

المجتمع مهما كانت ثقافته ينظر للمرأه نظرة مفايره وكأنها اداة للمتعة فإذا زاد جهلا وضحاله فإنه يعُدها سلعه وغنيمه يسلبها الرأى والإراده وكأنها مقتناه كدميه يحرك مفاصل حياتها ويهدر حقوقها يدفعها دفعا للانصياع للقهر.

ووجب  علي الا اعمم الامر فما زال هناك قله  من الرجال الذين يوقرون المرأه ويحفظون  لها حقوقها وكرامتها.

فالفكر الرجعي الذي ينسب المرأة للفراش والخدمة ويهمش رأيها وكينونتها ويطالبها بالخضوع والانصياع لكل ما هو ذكوري لترضي ربها وتدخل جنتها عارٍ تماما من الصحة.

فالاسلام يرى في هذه النزعه المريضه اثم لا يغتفر واجهاض للحق وليس هناك ادل على هذا الا سنه نبينا المصطفي ووصاياه بالنساء والإسلام كفل للمرأه حقوق لم يكفلها اي دين اخر

ليكن جلي لنا ان الله اعز المرأه ولم ينتقص منها ولكن جرت العادات والتقاليد والرؤى المتحجره في اكساب تلك التقاليد صيغه شرعيه ليست لها لتجعل من تلك الفئه من النساء نموذجا منبوذا مهمشا.

فالمرأه المطلقه هي امرأه فشلت في الابقاء على دعائم بيتها وكأنها الركن الأوحد للبيت وكأن الرجل بلا خطيئه تنهال عليها الاتهامات وكأن الفشل والنقص امرأه وهي الخطر المحدق  الذي يزعزع امن اي بيت

وهي ايضا العبء على كاهل اهلها فإما ان تتحمل القمع او تنفصل لتواجهه واقعها المرير.

فالدين افضى للرجل بضعف الميراث ليأخذ على عاتقه خدمه المرأه المهدره الحقوق ليس تفضل منه بل هو تكليف إلهي والقانون بالرغم من المحاولات المستميته لتعديل ثغراته  الا انه غير قادر على إعطاء  النساء حقوقهن فالعداله العمياء مازالت قاصرة.

لقد ترك المجتمع تلك الفئه من النساء فريسه للنهش والتحرش اللفظي والفعلي من شقي المجتمع على حد سواء بل ويوغر في نفسي ان اعترف أن اعتى عدو للمرأه هي امرأه مثلها تلك العادات والتقاليد لم تكتفي بفرض قيود اللقب فقط بل امتدت لتسجنها في أوامر من التحجيم والمنع والرفض ومما يدعو للاسى ان المطلقه نفسها تساهم مع المجتمع بتقبلها تلك القيود والنواهي درء للشبهات وتجنبا للقيل والقال

ولست هنا في سبيلي للمقارنة بين نظره المجتمع والشرع لهذه المرأة فالرسول حاول ان يرسم صوره حيه ويرسخ احترام الدين للمرأه بزواجه من المطلقه والارمله ولم ينتقص شيء من حقوقهن ولكن المجتمع آثر  الا ان يراها النقص  عينه

اننب احاول في مقالي هذا إلقاء بصيص من الضوء على ما تكابده تلك الفئه من النساء الموصومات بهذا اللقب فالصبر والتقبل والانقياد اجباري لا خيار فيه في مجتمع يدعو المرأه لتناسي فطرتها وانوثتها بالرغم من محاوله الدين لترسيخ معايير الشراكه فالنساء شقائق الرجال ولكن يشاء المجتمع الا أن يضع المرأه  في صومعه من الزهد والحرمان ولا يكتفي بهذا فيسلبها حقوقها في الحمايه والمؤازره

واريد ان انوه انه ينبغي للمجتمع ان  يعيد لكل من المرأه والرجل دورهما  فهذا الظلم البين الذي يقع على عاتق النساء يسلبهن انوثتهن بتحميلهن فوق طاقتهن  ونري في الاونه الاخيره بعض من الحوادث المفجعه الغريبه على المجتمع والتي طفت على السطح بصوره مفرطه لتكون بمثابه ضوء احمر لاقدام بعض النساء على اخذ حقوقهن المسلوبه عنوه والخروج عن فطرتهن بسبب تلك الضغوط التي تلقي على عاتقهنولست هنا بصدد وضع حلول جذريه لهذا الامر فالحل الوحيد بيد المرأه ذاتها في ان لا تنصاع للتثبيط والإرهاب وان تكمل طريقها فيما لا يتنافى مع الشرع والمنطق المتعقل المتزن فكل الألسنة  لن تتبرىء من الخوض والنهش واعلمي اختاه ان لكل نهايه بدايه اخرى ولكل قصه طويت سجلاتها صفحات بيضاء لم تطرق بعد بإنتظار احلام جديدة.

وادعو كل امرأه ان تربى رجالا لا ذكورا يدركون ان قوامه الرجل شرف يتأتى بحسن المعامله والخدمه الدؤوب للمرأه لا بالتجبر عليها فالقدره على التغير عزيزتي تبدأ وتنتهي من خلالك لتربي جيلا سويًا يدرك ماهيه مكانة المرأة وقدسية دورها.

إلي هنا، انتهي من فضفضتي الموجعة وإلي هنا اتمنى أيضا أن أعود يومًا كحرف ينير عتمة أخرى في غياهب هذا العالم الموحش.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى