رسالة للعالم.. يحملها رئيس مجموعة الصين للإعلام عن “إكسبو “من شنغهاي إلى دبي
شن هاي شيونغ
تهنئ مجموعة الصين للإعلام، الإمارات بافتتاح إكسبو 2020 دبي، عام 2021 هو عام استثنائي بالنسبة للصين وللإمارات، فالصين تحتفل بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، ودولة الإمارات تحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيسها، كما إن الأول من أكتوبر له أهمية خاصة لكلا البلدين.
الشعب الصيني يحتفل بالذكرى الـ72 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ويتزامن هذا التاريخ مع الافتتاح الرسمي لإكسبو 2020 دبي، وفي هذه المناسبات والأحداث السعيدة والمشتركة نتمنى لكلا البلدين التقدم والازدهار ولشعبيهما السعادة والرفاهية، ونتمنى النجاح الكامل لإكسبو 2020 دبي.
من لندن إلى دبي، مضى على إكسبو أكثر من 170 عاماً، ولأول مرة في تاريخ إكسبو يقام المعرض العالمي بمنطقة الشرق الأوسط، وقد فازت دبي وعن جدارة باستضافة إكسبو 2020 بفضل مكانتها المتميزة وحضورها العالمي وقدرتها على تجاوز التحديات، وهذا فخر لدبي ومجد للشرق الأوسط ولشعوب هذه المنطقة.
لم يوقف وباء كوفيد – 19 وتيرة العمل المتفاني لإكسبو دبي، ومن وجهة نظري إنه بفضل القيادة الإماراتية المؤمنة بالانفتاح والتسامح والعمل المشترك سيصبح إكسبو دبي نافذة مهمة للإمارات لإظهار التنمية الاقتصادية المتنوعة التي حققتها خلال الـ 50 عاماً، والعلوم والتكنولوجيا المتقدمة المبتكرة، والثقافة المزدهرة المتسامحة التي عملت على إيجادها طيلة السنوات الماضية.
إكسبو دبي منصة مهمة لتجتمع دول العالم من جديد وتناقش التنمية المستدامة للاقتصاد وتبحث في قضايا المجتمع في «حقبة ما بعد الوباء» خصوصاً وأن إكسبو بمثابة أولمبياد في مجالات الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والتاريخ، فإن كل معرض من إكسبو يكون محطة لمشاهدة تطور الحضارة الإنسانية، وتوفير الفرص للدول لتوسيع آفاقها، وإظهار نفسها، والتواصل مع بعضها بعضاً لإيجاد حلول لمشاكل البشرية.
جدير بالذكر، أنه خلال إكسبو شنغهاي 2010، عندما كنت مديراً لمكتب شنغهاي الفرعي لوكالة أنباء شينخوا، كان الجناح الإماراتي من المعالم التي يجب مشاهدتها في كل مرة أرافق فيها زملائي لزيارة المعرض، حيث ترك انطباعاً عميقاً لديّ حتى الآن، تشابكت «الكثبان الرملية» الثلاثة لتشكل معالم الجناح، مما يدل على التغيرات التاريخية من العصر القديم إلى العصر الحديث وصولاً للمستقبل، وكيف تم تحويل الصحراء القاحلة إلى واحات خضراء ومدن حديثة بجهود الشعب الإماراتي، مما يفسر بوضوح شعار إكسبو شنغهاي «مدينة أفضل حياة أفضل»، وهنا أود أن أقول مرة أخرى: شكراً لكم يا إمارات، فدائماً وجودكم فيه تشاركية وتطلع لمستقبل أفضل.
تدعو الثقافة الصينية إلى «التعلم من نقاط القوة لدى الآخرين واستيعاب كل شيء»، ولم تساعد التجربة الناجحة لإكسبو شنغهاي العالم على فهم الصين بشكل أفضل فحسب بل ساعدت الصين على فهم العالم بشكل أفضل، وباعتبار أن الصين والإمارات لديهما التجربة ذاتها في استضافة إكسبو فهذا يدل أن كلا البلدين لديهما أهداف ورؤى مشتركة في التعلم والتطوير والتطلع لمستقبل أفضل.
يحمل الجناح الصيني اسم «نور الصين»، ويأتي شكله على شكل فانوس صيني قديم، والذي يرمز في دلالاته لدى الشرق إلى لمّ الشمل والبركة والسعادة مما يعني ضمناً أن دول العالم تتجمع وتتواصل هنا في إكسبو لتحقيق الازدهار والتنمية.
الموضوع الرئيس للجناح الصيني هو «بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية – الابتكار والفرص»، وقد تم اختيار هذا الموضوع بهدف مشاركة مفاهيم وإنجازات التنمية الصينية مع الدول الأخرى في العالم، وهذا ينسجم تماماً مع المواضيع الرئيسة الثلاثة لإكسبو دبي: الاستدامة، التنقل والفرص، فهذه المفاهيم مفاهيم تشاركية تمكننا من تحديد مستقبلنا المشترك للبشرية.
تُعتبر مجموعة الصين للإعلام من أكبر المجموعات الإعلامية الشاملة في العالم، مع مصفوفة اتصالات متكاملة ضخمة، وتتمسك بموقف موضوعي ومتزن، وتعمل على نشر الحقيقة، وصوت العدالة، وجمال الحضارة، وقد وقعت مجموعة الصين للإعلام اتفاقية مع شركة إكسبو دبي 2020 المحدودة في يوم الـ 20 من سبتمبر الماضي لتصبح بموجبها الشريك الإعلامي الرسمي والوحيد باللغة الصينية.
وخلال فترة إكسبو ستقوم المجموعة بتغطية الأخبار الشاملة حول فعاليات إكسبو دبي في برنامج خاص تحت اسم «أوقات إكسبو» لمدة نصف سنة، بما فيها المراسم الافتتاحية والختامية، والفعاليات الموضوعية، والأجنحة المميزة، والعروض الفنية، والشخصيات المهمة، وغيرها من المواضيع الأخرى، وذلك باستخدام أحدث التقنيات «5G+4K/8K+AI»، وتقنيات الواقع المعزز AR والواقع الافتراضي VR وغيرهما من وسائل التكنولوجيا المتقدمة، لمساعدة المشاهدين الذين لم يتمكنوا من زيارة المعرض بشكل فعلي والتمتع بجمال إكسبو 2020 دبي.
تعمقت العلاقات الصينية الإماراتية خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت نموذجا للتعاون العالمي في القرن الـ 21، في عام 2018، قام الرئيس الصيني “شي جين بينغ” بزيارة دولة إلى الإمارات.
وفي عام 2019، قام صاحب السمو الشيخ “محمد بن زايد آل نهيان” ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بزيارة الصين، وكانت هذه الزيارات المتبادلة المثمرة رفيعة المستوى ترمز إلى بدء عصر ذهبي للعلاقات الثنائية، وتم توسيع التعاون الثنائي إلى المجالات المتعددة مثل الابتكار والتكنولوجيا، والطاقة المستدامة، والخدمات المالية، والتعليم والثقافة، وإكسبو دبي فرصة أخرى مهمة ونقطة انطلاق قوية للبلدين لتعميق التعاون العملي في مختلف المجالات.
في الوقت الحاضر، تعمل الإمارات على بناء اقتصاد مفتوح ومبتكر ومليء بالحيوية، ومن خلال استضافة إكسبو عالي الجودة وعالي المستوى وعالي التكنولوجيا ستلعب الإمارات دوراً أكثر أهمية وفعالية في التعاون الإقليمي والدولي، وخلق مستقبل أكثر ازدهاراً.
وفي النهاية، أتمنى “لإكسبو” دبي نجاحاً باهراً.