إبداعات
خِناسُ الإناثِ
شعر – محمود عبد الصمد زكريا:
نعمْ
أنا قلتُ :
إن الشواعرَ ليس بهن جميلاتُ
إلاَّ قليلا
وإن القصائدَ لا ترتدي ( الإسترتش )
لماذا التشبث بالشِعرِ
في آخرِ الأمرِ ، والعُمرِ
يا نسوةً في ليالي الخريفِ الثقيلةِ
جئن يفتشن عن مجدِهن
الذي قد تولَّى ، وولَّى
لماذا التشبث بالشِعرِ
والشعراءُ سُكارى
يغطونُ في بِركةٍ من دخانٍ
ووهمٍ كثيفٍ
وكلَ الذي ينجزونَ
بواقع حيتانِ هذا الزمانِ
شديدِ التميز بالإفتراسِ
غُباراً
لماذا هربتن
من راحةِ الأمنِ في الأسرِ ؟
إن حنوطَ الأمانِ ثمارُ السكينةِ
كنتن تنْعمنْ في القيدِ
لا بأسَ
في الظلِ
كل الطقوس المُباحة ِ
والمُستباحةِ
حين تباركن بالزيتِ والطيبِ
كلَ القيودِ ، وكلَ الجراحِ
فأيُّ الأيادي تُرى صافحتْ
ثم خانتْ ؟
فجئتن للشِعرِ عقلاً ، وقلباً
تردن لغنج الشواعرِ
أن يتقمصَّ عُريَ المشاعرِ
أن تتجشأكن القصائدُ
هل تعلمُن بأن دماءَ المشاعرِ
في شارعِ الشِعرِ مهدورةٌ
كلُ موتٍ بِهِ هو رمزٌ
ويا ربَّما
كلُ قبرٍ بهِ هو فخرُ المقابرِ
لا بأسَ
سوف تموتن موتاً جميلاً
وتصبحن محضَ وسام ٍ
على ياقةِ الفنِ
هيا
ستشبعُ من خبزِ مأتمكن القراءةُ
تُكسى بأكفانِ أصواتكن الأماسيَ
سوفَ أصدقكن
وأنذر جسمي لجسمِ القصيدةِ
حسبيَّ كفارةٌ
أن أُعاني من الصدقِ
ما بين نارينِ
جحرينِ
جئتن ترقصن فوق جِمارِ التصاويرِ
تبدين حُزناً
وتهرفن بالأغنيات كمثلِ الطنينِ
فإن كان لابدَ
كونوا إذن كلكن خِناساً
فهذا زمانُ خِناسِ الأناثِ