يشتهر الشاعر شرف الدين أبو محمد إسماعيل بـ “ابن المقرىء”، الذي برع في الشعر بمرتبة عظيمة، وله مؤلفات عديدة في الفقه والأدب والشعر، ومن أروع قصائده ( اللامية ) المشتهرة بلامية ابن المقري، والتي يقول فيها :
زيادة القول تحكي النّقص في العمل * * ومنطق المرءِ قد يهديه للزّللِ
إن اللّسان صغيرٌ جرمهُ وله * * جرمٌ كبيرٌ كما قد قيل في المثل
عقل الفتى ليس يغني عن مشاورةٍ * * كحدَّة السَّيف لا تغني عن البطل
إن المشاور إما صائبٌ غرضاً * * أو مخطئٌ غير منسوب إلى الخطل
لا تحقر الرّأي يأتيك الحقير به * * فالنحلُ وهو ذبابٌ طائر العسل
ولا يغرنك ودٌّ من أخي أمل * * حتى تجربه في غيبة الأمل
لا تجزعنّ لخطب ما به حيلٌ * * تغنى وإلا فلا تعجز عن الحيل
وقدرُ شكر الفتى لله نعمتهُ * * كقدرِ صبِر الفتى للحادث الجلل
وإن أخوف نهج ما خشيت به * * ذهاب حريةٍ أو مرتضى عمل
لا تفرحنّ بسقطات الرجال ولا * * تهزأ بغيرك واحذر صولة الدُّول
أحقّ شيءٍ بردّ ما تخالفه * * شهادةُ الدّين فافهم صنعة الجدل
وقيمة المرءِ ما قد كان يحسنهُ * * فاطلب لنفسك ما تعلو به وصل
وكلُ علم جناه ممكنٌ أبداً * * إلاّ إذا اعتصم الإنسانُ بالكسل
والمال صنهُ وورثهُ العدوّ ولا * * تحتج حياتك للإخوان في الأكل
فخير مالِ الفتى مال يصون به * * عرضاً وينفقهُ في أشرف السُّبل
وأفضل البّر مالاً منَّ يتبعهُ * * ولا تقدّمه شيءٌ من المطل
فإنما الجود بذلٌ لم تكلف به * * صنعاً ولم تنتظر فيه جزا رجل
إن الصنائع أطواق إذا شكرت * * وإن كفرت فأغلال لمنتحل
وإن عندي الخطا أفضل من * * إصابةٍ حصلت بالمنع والبخل
خير من الخير مسديهِ إليك كما * * شرٌ من الشرّ أهل المطل والدَّخل
ظواهرُ العتب للإخوان أيسر من * * بواطن الحقدِ في التّسديد للخلل
دعِ الجموحَ وسامحهُ تغظهُ ولا * * تصحب سوى السّمح واحذر سقطة العجل
والقَ الأحبّة والإخوان قطعوا * * حبلَ الوداد بحبل منك متصل
فأعجزُ الناس حرٌ ضاع من يده * * صديق ودّ فلم يردده بالحيل
من يقظةٍ بالفتى إظهارُ غفلته * * مع التحفُّظ من غدرٍ ومن ختل
وكن مع الخلق ما كانوا لخالقهم * * واحذر معاشرة الأوغاد والسّفل
واخش الأذى عند إكرام اللّئيم * * تخشى الأذى إن أهنت الحرّ ذا النّبل
واصبر لواحدة تأمن توابعها * * فربما كانت الصُّغرى من الأول
ولا يغرَّنك من مرقّى سهولتهُ * * فربما ضقتَ ذرعاً منه في النُّزُل
والأن شاركنا برأيك من خلال التعليقات ما هي قصيدتك المفضلة لـ ابن المقرىء”؟