برقيات جنوبية
بقلم- ميثاق كريم الركابي، العراق، الناصريه:
ولأني من سلالة الناي الذي حول أنكساره لألحان تقتل كل هشاشة الوقت قررت أن أكون عندك كل أخبار الحب .
قررت أن أمر بكل القرى التي تحرق احلام النساء عمدا وتنثر رمادها بعيون الأيام .
قررت أن اكون الخير لكل صباحات مدينتي الهرمة بالفقر..مدينتي التي لا تصلها الا أخبار الموت..مدينتي التي كلما طلع عليها القمر زادت بيوتها ظلمة بالحزن..مدينتي التي تخيط جراحها بالقصائد وتنمو على جبينها كل دهشة التاريخ .
فمهما اغتالها الخراب يبقى اللحن جنوبيا ويبقى الشغف جنوبيا وحتى الشعر يبقى جنوبيا.
قررت أن أبلغ ذروة الشوق واشتهيك لغة بيضاء كشيبك الذي يشنق عنادي ودون وصية.
فهل تعلم ماذا يعني ان تقع في هيامك إمراة مثلي….؟
إمراة لها قلب كل أنهاره العسل وتحرس ضفافه الملح
إمرأة تفني عمرها من اجل إبتسامة من عينيك..!
إمرأة أوقاتها لها حلاوة البدايات ،والنهايات دوما تنتهي على كتفك كأغنيات أرهقت الراقصين.
إمرأة تفتح نوافذ الليل على الجلنار وتجهز لك من جسدها أشهى الموائد ..امرأة تحيك لك أغطية من حكايا شقائق النعمان وتصب على فجرك سحر الليلك .
إمرأة تهبط على جسدك كنبوءة حياة ..تسور قلبك بشقاوتها وتشرح لك كل أسباب بكاءها من يدك التي نسيت أن تداعب خديها..!!
إمرأة تضبط ساعتها على دقات قلبك .
إمرأة تشرع بوابات عمرك ببرآتها وتطلق سراح كل وجوه النساء اللواتي جلسن على دكة حسنك ينتظرن حلما بين ذراعيك,
فيكفيك من الخطايا تفاحة واحدة.
لهذا قررت أن أكون تفاحتك في كل المواسم ,أكون وجهك الأخير
والكتابة التي تحرق أصابع الهامك..أن اكون عناقك وصورة الامل في مخيلتك وكل احتمالات الفرح في غدك.
قررت أن أزرعك نرجسة بغمازتي لعل الله يغفر لي انتظارك الطويل لي.
ولعمري أيغفر الله للشعراء…؟