“الدوامة” .. الرواية التي صنفت ضمن أفضل 100 رواية عربية لـ قمر كيلاني
صدرت رواية “الدوامة” للكاتبة السورية قمر كيلاني، عام 1981، وتم اختيارها بعد ذلك ضمن أفضل 100 رواية عربية، صدرت في القرن الـ 20.
تشير قراءة الرواية إلى أن الإنذار باشتعال الحرب أتى في رواية “الدوامة” للكاتبة قمر كيلاني، عبر حلم تراه السيدة هنية، وتعبّر عنه ابنتها في لوحة رسمتها تمثل دوامة وامرأة بلا رأس تطوف وتطوف في دوائر، ومن ثم تشعل النار في المنزل وترحل بعد سقوط القنيطرة (المدينة الحدودية السورية).
قامت الكاتبة بطريقة غير المباشرة تقديم شخصيتي سامية وليلى، وهذه الإشارة تتضح على نحو أكثر جلاء إذا لاحظنا أن الراوي هو مصدر المعلومات المقدَّمة صراحةً عن سامية، وأن شخصيات “سميرة، هدى، الأم” هي مصدر المعلومات المقدَّمة صراحةً أيضاً عن ليلى، وعلى الرغم من أن مصدر المعلومات عن الشخصيتين مختلف، فإن اختلافه يلائم وضع الشخصية داخل الرواية.
وتوضح الرواية أن سامية تشعر بالخواء الداخلي، وليلى تشعر بالخواء الخارجي، ولا سبيل إلى تقديم المعلومات عن مظهر سامية ونفسيتها غير الراوي الذي يبتعد عن الشخصية ويرصدها ويسعى إلى التقاط جزئياتها.
أما الخواء الخارجي الذي تشعر به ليلى، فلا بدَّ من أن يتضح من خلال حوار الشخصيات، فهذا الحوار هو فرصة الشخصيات الأخرى لتقديم آرائها في ليلى، ومن المعروف أن اللجوء إلى الراوي لتقديم الشخصيات تأكيد للموقف الجمالي الذي رسّخته التقاليد الروائية الغربية والعربية.
جدير بالذكر أن، قمر كيلاني هي أديبة سورية رائدة، صدر لها العديد من المؤلفات منها: التصوف الإسلامي، دراسة بيروت، أيام مغربية، رواية بيروت عالم بلا حدود، قصص بغداد، بستان الكرز، رواية دمشق، الصيادون ولعبة الموت.
بالإضافة إلى الهودج، حب وحرب، رواية الإدارة السياسية، امرأة من خزف، اعترافات امرأة صغيرة، طائر النار، الأشباح، الدوامة، المحطة، حلم على جدران السجون (مجموعة قصصية)، أوراق مسافرة، أسامة بن منقذ (دراسة)، امروء القيس (دراسة).