الشاعرة العربيّة – أمل فتحي:
إن كان قد جَــحَدَ العروبةَ جاحدٌ
فأنا العروبة خيمتـــي وعِمـــادي
قل للوجـــودِ.. وهــا أنا عربيّــــةٌ
وافــيت وافيــــةً على ميــعادي
عربيّــــةٌ، ومرابـــــــعي عربيــــّةٌ
ومواجــعي عربيّــــةٌ، وعنــــادي
عربيّــــةٌ حتـــى ولو لـم يبقَ من
أهـــــلي يَمَــــانيٌّ، ولا بغــــدادي
حتى ولو ذبحوا وريدَ الشّامِ في
قلبي، وشــــبّوا النارَ في أكرادي
ســتعود صنــــعائي مع بغدادِها
والشَّامِ.. تُـزهِرُ في حقول الضَّادِ
إنّ الــعروبــــةَ قُــــوَّة،ٌ وأُخـــُوَّةٌ
وأُبــــُوَّة،ٌ ونُبُــــوَّة، ومَبَـــــــادي
فيها أعيش كرامتي، وعـلى كرا
مـتِها أُوالي غــــيرها وأعــــادي
عربيةٌ ما مَسَّ أمجــــادي سوى
دَسِّ الشُّعوبيّــــينَ في أمجادي
أدري بأعــــدائي وأولادي، وكم
ألقى من الأعـــــــــداءِ والأولادِ
عربيــــــــةٌ أدري بأن جراحَــها
فتّــــــــاكةٌ، ونزيفَها متـمـــادي
لـكنْ وأيــــمُ الله إنّ غرامَها الـ
ـمجروحَ في قـــــلبي أعَزُّ مرادِ
وهمومُها تغتالُ عمري؟ فليكنْ
لا خيرَ في عمري لغــيرِ بلادي
حتّى ولو عادت مُـــجرّدَ لوعةٍ
ســــأعيشُها، وأضــمُّها بفؤادي
أو قـــل بقيّةَ دعوةٍ لَحَــــمَلتُها
ألـــقى بها ربّي بيومِ مَعَــــادي
