مقالات

الطريق لصناعة دراما سعودية 

بقلم:طلال عواجي

عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير. 

    شهدنا هذا العام ومنذ اليوم الاول في رمضان حتى نهاية الشهر الفضيل أحاديث طويله وغضب ساد معظم أفراد المجتمع بسبب ضعف الدراما السعودية التي لا يليق بها ان تحمل أسم هذا الوطن.فقد شغل هذا  الموضوع مساحه من التفكير   في الداخل قبل الخارج وذلك بسبب الاعمال الهابطة فكريا والمكلفة انتاجيا ،والمكررة بذات النمط لأن المجال يحتكره بعض الأسماء في الوقت الذي يتمنئ كل مواطن في هذا البلد العظيم أن يرى  عمل درامي يتماهي مع واقعه   أو يمس جانب من حياته  ليكون ذلك عنصر جذب له كما يتمنى أن يشهد أعمال درامية ترقى للمشاهده لأنها تمثل هذا البلد لتنجح في الداخل وتتصدر ابرز الشاشات في الوطن العربي ولكن للاسف ما عرض ويعرض الان لايرقى لذائقة المواطن  رغم أن هذا المواطن والمجتمع بشكل عام بمشاهداته وإعجابه  قد ساهم في إنجاح عدة اعمال عربية. اصبح لها صدى ونجاح في الوطن العربي، ولنا أن نفكر في الإجابة عن سؤال:” نكسه الدراما السعودية” كيف تتم معالجتها بجديه وإخلاص .وأرى بأنه يجب أن نعالجها بحزم من خلال عده طرق وخطط يتم دراستها لنتمكن من تحويل تلك الظاهرة الي منحي مغاير، وكلنا يعلم أنه لاينقص هذا الوطن قصص أو حكايات فهو غني بها منذ عشرات القرون ولا ينقصه مبدعون لاني أجزم وأقسم بأن كل منطقة من مناطق هذا البلد الحبيب تحمل في جعبتها مئات الأسماء من المبدعين وقد لمست وعرفت العشرات منهم في مبادرة “mbc الأمل” لدعم صناع السينما، إن مانحتاجه هو توجيه رسمي من معالي وزير الثقافة سمو الامير بدر بن فرحان ال سعود لإنشاءبرنامج رسمي بمسمى “كشاف المواهب” ليتم البحث ومعرفة وتحديد الموهوبين من الجيلين في جميع المجالات الثقافية،  والفنية حيث سيظهر عدد مبهرومُبهج وسنرى الشباب المبدعين الذين يطمحون بأن يكون لهم فرصه للمساهمة في رؤية 2030 والتي من أهدافها النهوض الثقافي بهذا الوطن في سياق  النهوض الاقتصادي والسياسي والرياضي والجانب الترفيهي.

 لدينا كتاب شباب وممثلين ومخرجين ومصورين  من الجنسين ولكن مما نحتاج هو منتجين لدعم صناعة المحتوى المحلي كما نأمل  بفتح ابواب هذا الوطن أمام شركات الانتاج وإقناعها لكي تثق بالمحتوى المحلي وقدرة المبدع السعودي، فما نشهده اليوم يؤكد عدم وجود منتجين مهنين بل “تجار دراما” يعملون مع من يعرفونهم في الساحة ولايهمهم النهوض بالمحتوى المحلي بقدر ما يهمهم جني الارباح وجذب من  لا تربطهم صله بالعمل الابداعي وهذا يهضم حق كل مبدع  يحلم بفرصه كما يعيق النهوض الثقافي، وأرى أن الخطوة المناسبة بعد تدشين برنامج ” كشاف المواهب”  هو توجيه بعض البرامج التلفزيونية للمساهمة في الكشف أكثر، بعد تشكيل لجنه تقوم  بالإحصاء بشكل عام بعد الفرز ومعرفه مجال كل موهبة وأجزم بأن العدد سيكون مدهشا، كما اود أن يتم تشكيل فرق فرعيه تحت أشراف الوزارة لتوفير ورش تدريبة على مدار العام يستقطب لها مدربين على كفاءة عالية و اختصاص في جميع المجالات المرتبطه  ويوجد الكثير من الشباب وشابات الوطن لهم تجارب سابقه وظهرت كثير من الاسماء في “مهرجان أفلام السعودية” منذ دوراته الأولى  إلى الاخيرة عام 2019.

إن أي موهبة في العالم يحتاج صاحبها للتدريب، وهناك شيءأهم يتمثل في تحديد مواقع بمسميات فنيه مختلفة  مثل “مواقع تصوير” أو “لوكيشن تصوير” أيا يكون المسمى يتم  توثيقها والرجوع اليها عندما يحتاجها الشباب  لتنفيذ أعمالهم ويتطلب تسهيل كل ما يطلبون من تصريحات وإجراءات  وفق القانون لان عدم وجود هذه المتطلبات يشكل  عائق لصناع الأفلام في وطننا الغالي الذي يتمتع بمساحة  جغرافية شاسعة ومتنوعة التضاريس كما  يوجد به مالا يوجد في كثير من الدول  التي تقدمت علينا في صناعة السينما والدراما.

لدينا جبال شامخةواودية وطرق شاسعه  ومناظر جميلة  ومدن عديدة باحيائها المختلفه  إضافة الي القري الكثيرة وحسب معرفتي في جازان فقط ما يقارب 4000 قرية فكيف بباقي المناطق .

إن كل ما تتطلبه صناعة السينما وأهمها الشغف لدى الموهوبين والقدرات الشبابية  يتوافر لدينا ولكن يلزم الدعم بجدية وأستقطاب المدربين لنتمكن بعد ذلك من إنتاج  الأفلام والمسلسلات  وتكون عظيمة في محتوياتها . إن لدينا العديد من  الشباب ممن  لهم تجارب سابقة رغم كل العقبات .

نحن نطمح في الاعوام القادمة لإنشاء ” معاهد تعليم” ومدينة إنتاج إعلامي تسهل علينا الكثير وتصقل مواهبنا ، لقد أنتظرنا لسنوات طويله جدا.   ونأمل بعد زوال هذا الوباء الذي الم بنا وبالعالم  وعوده الاقتصاد للنهوض من جديد بإذن الله .أتمنى  أعتماد ما نطلب ونرجو أن يتسع  الطريق لمستقل صناعة الدراما والسينما  ضمن رؤية واضحه  وإلا سنرى كل عام أعمال  تهبط أكثر من العام الذي قبله.

 الجميع يرغب بمشاهدة أكثر من عمل وأكثر من قصة وكادر عمل متنوع يشمل الكتابة والتمثيل والإخراج لأن التعدد في الإنتاج يصنع منافسات شريفة لإظهار الإبداع وهذا يصب في مصلحة الجميع، وختم قائلا: لاتجعلوا أحلام وطموحات الشباب تتبخر. 

وأأمل أن يكون هذا المقال المتواضع موضع إهتمام من الجميع. 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى