إبداعاتالأخبار الثقافية

نهارٌ معلقٌ في عروة الليل

شعر- عبد الله بيلا-السعودية:

مرحبًا أيها العامُ ..
عشرونَ / عشرونَ
ها قد خلَعنا على بابكَ العمرَ
أفراحنا الطفلةَ الساذجةْ
واغتفرنا لترضى حماقاتِنا
كلَّ تلك الأماني التي التَمَعت في الخواطرِ
ليلةَ رأس السنة.

اخرجِ الآنَ منّا ..
ودعنا
ففي وُسعِنا أن نُلملمَ هذا الحُطامَ / الزمانَ
نرمِّمه كيفما اتفقَ الحدسُ والوصفُ
في وُسعنا أن نعودَ بهذا الزمانِ إلى القهقهرى
ثم ننساكَ ..
شيئًا .. فشيئًا
إلى أن تصير بقايا خيالٍ
وأسطورةً ثقَّبتها الرياحُ
فتاهت ملامحها ,, وتلاشت خطاها

سننساكَ ..
نعصِبُ عينَ الزمانِ ونقفزُ في غفلةٍ منكَ
فوقكَ ..
ها أنت منتبَذٌ في جحيمِ العماءِ
فلا الغدُ أنت فنخشاكَ
حين تُطلُ تنانينُ وجهكَ في حُلمنا
ولا الأمسُ أنت
فنأسى على كلِّ ما فاتنا من جراحكَ
سامرْ وحيداً جراحكَ ..
يا شبح الأزمنةْ.

هل ترى ..
هل تٌحسُّ ..
وهل صكَّ سمعَك
هذا الأنينُ المنغَّمُ
في المأتمِ العالميِّ المسافرُ فينا
من المهدِ .. والصرخةِ البكرِ
حتى انمحاء شواهِدنا في اللحودْ؟!

نحبكَ .. نخشاكَ
لا طمعاً في فُتاتِ الخلودِ
ولا جزعاً من غمامِ الحِمامِ الذي يغسلُ العالمَ الآنَ
لكنها فرصةٌ لنجرب يا عامُ أوهامَنا
كلما لحتَ محتفيًا بحيادِ الملامحِ فيكَ
نحييكْ
حتى ولو لم تكن لائقًا بالتحياتِ منّا
فما زال يخفقُ في الروحِ يا خاطفَ الروحِ مبتهجًا
يأسُنا الآملُ .. الأملُ اليائسُ

للضرورةِ أحكامُها
ولنا نحن أبناءُ هذي الضرورةِ
أحكامُنا الممكنةْ.

إلى أين تمضي سريعًا
بهذي النعوشِ التوابيتِ
هل ثمَّ في الأرضِ متسعٌ للمزيدِ؟

أرى أمَّنا الأرضَ قاسيةً
تأكلُ الآنَ أجملَ أبنائها
وتجرُّ خطاها الثقيلةَ باسمةً لـ كورونا
وهذي المآتِمُ ممتدةٌ في المدى
كدِمانا
كأحزاننا
والدموعِ التي سفحَتنا صديدًا
على مُقَلِ الجثثِ الذاويةْ.

زمنٌ آسنٌ .. فكَرٌ آسنةْ
ساعةٌ لا عقاربَ تلدغُ فيها المواقيتَ
لكنها ما تزالُ تتكتكُ ثانيةً .. ثانيةْ.

أين يمضي النهارُ المعلَّقُ في عُروةِ الليلِ
والليلُ أعمى .. يسيرُ بلا قائدِ
يتخبّطُ في بعضهِ المتساقطِ منه
وينسى الطريقَ .. ويأسى
ويمتدُّ فيه التوجسُ
يرتدُ في رُوعهِ رجُعُ صوتِ الأبدْ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى