خَرِيفيَاتٌ
شعر – حافظ المغربي:
ولمَّا شعُرْتُ
بأنَّ عُيونََكِ
تلكَ التي تسْتَبيْ
رَعْشَةَ الخافقِ المُتَبتِّلِ
في صلواتِكِ هُدْباً عَصِياً
…
سوفَ تُسافِرُ
زَوْرَقَ عِطْرٍ
ببحْرٍ يُصارِعُ نَهْرِي الهَرِمْ
فُتُوَّةَ نَهْرٍ تَسَاقَىَْ
رَحِيْقَ الشَّبابِ
المُسَجَّى بِبَوْحِ الأمَلْ؛
فإني لَعَنْتُ الخريفَ الَّذي ماتَ في لحْظَةٍ
…
رَشَفَتْ من عُيُونِكِ
كأساً
يُداوي الزَّمانَ الَّلعوبْ
حِيْنَ يَرقُمُ عمْريْ
بِلونِ القَمَرْ
وطَعْمِ النُّجومِ
كَذُوباً
كَمَا المَوْتُ
سُخْفاً
يُبَاغِتُ
ظِلَّ الرَّبيْعْ
… وَهْوَ – بَعْدُ-
يُلَمْلِمُ
بَوْحَ السَّنابلِ
والأمنياتِ
وشيئاً خَفِياً
يُراوِدُهُ
عن زمانٍ
تناسَى الكَدَرْ
*******
آآآآآآآآآهِ
لَيْتَكِ
ما كُنْتِ سِحْراً
وعَيْنَاكِ
تَرْتَشِفانِ النَّخِيلَ
كسُنْدُسِ أياميَ الرَّاحِلَهْ
ورقَّةُ صَوْتِكِ
…
تَغْزِلُنِي
أُمْنِياتٍ
بَنيْتُ رَفِيفَ شَذاهَا
أَمَلْ
لينْتَقِضَ الغَزْلُ
من بَعْدِ
قُوَّةِ رُوْحِ المُنَىْ
كأنْكاثِ
خَيْبَةِ
حُلْمِ الخَريْفِ
يُراوِدُ
بَرْدَ الشِّتاءِ المُقَدَّسِ
عن فُرْجَةٍ
يسْكُبُ منها الرَّبيعُ
مُلاءَةَ عِطْرِكِ
فوقَ حُميَّا الأمَلْ
***********
آآآآآآآآآآآهِ
ليْتَكِ ما كُنْتِ رُوْحِيْ
لأشْقَى وحيداً
بذاكَ الجَسَدْ
….
تصْفُرُ الرِّيْحُ فِيْهِ
بألْفِ خَرِيْفٍ
…
ولَكِنَّنِي الآنَ أُكْوَىْ
بِوَخْزِ البقايا
سِهَاماً
…
من عُيُونِكِ
تِلْكَ التي عَيَّرَتْني
– وَلُطْفُ البَنَفْسَجِ في شاطئيْها-
…
بِوَخزِ السنينِ
الَّتِي تَرْسُمُ
الآنَ
مِنْ فَوْقِ فَوْدِيَ
صَفْحَةَ مَوْتٍ جَديْدٍ
كَلَوْنٍ لِمُقْلَةِ ظَبْيٍ
تَنَاهَتْ رؤاهُ
بَعِيْداً …. بَعِيْداً …. بَعِيْداً
إلى حَيْثُ يَلْقَىْ
رِبيْعٌ
رَبيْعاً
لِيُولَدَ مِنْ مُضْغَةِ
الحُبِّ
صالِحُ نفْسِكِ
…
يَسْعَى نَقِياً
يُبارِكُ
وأْدَ الخَرِيْفِ
نَََشازَاً
…
لِيَمْكُثَ
في القَلْبِ
رُوْحٌ جَدِيْدٌ
وَبَوْحٌ …
مِنَ الأمَلِ
المُفْتَدَىْ