اضطراب إدعاء المرض “مرض مانشاوزن”
بقلم – دكتور نجوى الصاوي:
هي حاله غريبه بسبب اضطراب نفسي دائما تسبب حيرة للأطباء، كيف يكون المرض؟، هو ان يظهر الشخص بانه مريض ويعطي الطبيب قصه مرضية محبوكه وأعراض تقنع الطبيب بانه يعاني او ربما يكون هو مرافق لمريض مثل ام طفل تدعي بأن طفلها مريض، وعند عمل تحاليل كامله تكون كلها سليمه ولا تتطابق مع شكوى المريض ، والغريب أيضا لايكون الهدف تحقيق مكاسب خارجيه مثل دواء او اجازة مرضيه ،ويكونوا ناس عاديين في حياتهم المهنيه او الدراسية او الاجتماعيه.
أثناء عملي مررت بالعديد من هؤلاء المرضى ، ولا انسى طفل في السنة الأولى من عمره كنت وقتها متدربة أطفال، أحضرته امه لوجود دم عند كل تغير حفاظ الرضيع ولا تعلم مصدره لانه احيانا الدم مع البول واحيانا مع البراز وتم اخذ عينات من الحفاظ وكان فعلا التحليل وجود دم وتم تنويم الطفل وعمل له كل التحاليل اللازمه وكانت سليمه ماعدا ظهور الدم في عينات البول او البراز.
وكان الطفل بصحة جيدة ومؤشراته الحيوية ممتازة
مما أثار الشك فطلب الطبيب الاستشاري المعالج ان آخذ بنفسي عينة البول عن طريق القسطره.
أثناء اخذ العينة توترت الام وأصبحت عصبية رفضت القسطره بحجة أنها تخاف على طفلها وطردتني
وطلبت هي من يجمع البول عن طريق كيس البول
اللذي يوضع بحفاض الطفل .
وانا انظر اليها وهي مرتبكة وجدت أصابعها فيها مثل علامات فحص السكر وتنزف .سألتها هل انتي مريضة سكر أجابت نعم طلبت منها ان ارى الانسولين ادعت انها تريد ان تحمم الطفل وأرتبكت أكثر .
اخبرت الطبيب الاستشاري
ان أصابع الام تنزف ومرتبكة وقال لي اشك انها مرض مانشوزن !
وطلب ان يتحدث مع الام ، وفعلا كانت الام هي من يضع الدم في حفاظ الطفل لكي تبقى بالمستشفى فترة طويلة لخلاف بينها وبين زوجها.
ماهي أسباب هذا المرض؟
لم تعرف المسببات للان ولكنها مرتبطه ببعض العوامل النفسية والاجتماعية .
او موقف اثر على المضطرب مثل انسان عاش طفولة مؤلمة،او فقد عزيز عليه بوفاة او هجر
او الهروب والخوف من شيئ مثل مشكلة ام الطفل.
يكون الهدف من تلفيق مرض طبي في الغالب ان يجذبو الانتباه لهم والحنان احيانا ويكون هؤلاء المرضى قادرين على تلقي الاهتمام والرعاية والتي ربما لم تكن موجودة في المنزل.
من بين عدد قليل نسبيًا من المرضى الذين قبلوا تشخيصهم، يذكرون دائمًا أن نيتهم كانت خلق شعور بالأهمية .
ماهي اعراضه؟؟
في معظم الحالات سيقدم المرضى بشكاوى جسدية
وأعراض مرتبطة بمرض طبي.
معظم الأعراض واكثرها تشمل:
النوبات، الضعف العام . الصداع والدوخه، ألم المفاصل.
ألم الصدر . الجروح والتقرحات الجلدية، آلام البطن، القيء، الإسهال، فقر الدم، نقص السكر في الدم
الالتهابات.
واحيانا يسبب المريض لنفسه او ذويه الاعراض مثل تناول الطعام الفاسد عن قصد ، اخذ الجرعات الزائدة من الأدوية ،حقن الأنسولين ،عمل جروح لنفسه
تزوير السجلات الطبية والتلاعب بالنتائج المختبرية.
كيف يكون التشخيص؟؟
صعب جدا تشخيص اضطراب مانشاوزن
لصعوبة تأكيد الأعراض من خلال الاختبارات المعملية أو التصويرية ولأن قلة من المرضى على استعداد للاعتراف بسلوكياتهم، فمن المهم أن نعرف أن هؤلاء مدركون أنهم يختلقون مرضهم.
واحيانا يفخر ويسعد المريض بكونه لغز طبي محير؛ لذلك قد يكون من المفيد الانتباه إلى أي تناقضات موجودة، مثل:
الفحص السريري ونتائج الفحص المخبري التي لا تتطابق مع الأعراض المزعومة.
كثرة تنويم المريض في المستشفى للمعالجة.
الحرص على الخضوع لإجراءات طبية حتى لو كانت تنطوي على مخاطر واذى له او لذويه .
التلاعب السريري الشامل،التغيير كل تنويم في التاريخ المرضي رفض الوصول إلى السجلات الطبية السابقة،التدخل الجراحي المتكرر، عدد قليل من الزوار،العدائية تجاه التقييم النفسي ،مسار المرض غير المعتاد الذي يمكن للمريض التنبؤ به.
وأهمها البدء الجديد أو تفاقم الأعراض عندما يكون الخروج من المستشفى وشيكًا.
كيف يكون العلاج؟؟
اهم علاج لجميع المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بمونشاوزن هو العلاج النفسي، ومن المهم إشراك الطب النفسي لإجراء تقييم كامل لأي أمراض نفسية أخرى قد تكون موجودة.
أثناء العلاج ليس من الضروري أن يعترف المريض باضطراب التمارض، وفي الواقع نادرًا ما يفعله معظم المرضى. في بعض الحالات، قد يكون من المفيد توجيه العلاج المعرفي السلوكي نحو مثلا صدمة الطفولة التي يمكن أن تكون سبب الاضطراب او حل المشكلة الموجودة التي بسببها اختلق المرض
وللأسف للان لايوجد فائدة مرجوة من التدخلات الطبية المختلفة مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات الاضطراب العقلي لان المرض متعمد في فعلته .