إبداعات
برقيات جنوبية
بقلم- ميثاق كريم الركابي، الناصرية، العراق:
أحبُ كل الأشياءِ التي تجمعني بكَ..
وأولها هذا الوطن وإن كان الوجه الآخر للجحيم
أحبُ الكتابة لأنها الإغفاءة التي تتسكعُ بها أحلامي وتضيع روحي بين أرصفة ايامكَ
أحبُ الريح التي تجلبُ عطركَ دون أن أكترث للإتجاهات
دون ان أدقق في الزمنِ أو حتى في المسافاتِ
الآن هذه اللحظة أنا أدونكَ ضحكة على كل عناوين البرتقال وأضع على رفِ النسيان كل أنينِ الأمس
فعلى ذراعيكَ تشطبني الأحزان وتعيد لي كل زرقة الأمل
أحبُ كل الأشياء التي تجمعني بكَ
احبُ شعري الأسود الذي تتساقط منه النجوم كلما عانقتهُ أصابعكَ
أحبُ الصباح لأنه شاسع كما روحكَ ومرحا مثل نارنج كلماتكَ
توجعني الكتب التي لا تحملُ شيئا من اسمكَ..
توجعني القصص العتيقة التي تمشط صبري على غيابكَ
تكسرني بغداد وهي تفشلُ بمواساتكَ ولا تأتي بي إليك.
القبلات التي وشمتها على عنقي تحولت الليلة الماضية الى أشجارِ تفاح
وأنفاسكَ التي نامت على صدري تحولت لملائكة تطعمُ الفقراء وتحرس أبوابهم بالبشائر
أما ضحكاتك فقد صارت ألعاب نارية يراقبها من سطوحِ المنازل كل أطفال مدينتي
إسمكَ ندبة على ليلي
صوتكَ الذي ما غادرني يتسلق على ظهيرتي بجنونٍ
أحبُ كل الأشياءِ التي تأخذني لكَ
أدللُ طيفكُ بأجمل الأغاني
انتزعُ صيف المسافات وأهديكَ كل حياتي المقبلة
أطرد الحزن من حجراتِ قلبكَ وأرتب مكانا لأفراحٍ تليقُ بصبركَ العليل
أفتحُ أزرار قميصكَ الأزرق
ألملم كل نوارس جراحكَ واطلق سراحها
وبشفتيَّ أمتصُ الخيبة من سنواتكَ
ولا يبقى عندك سوى بضع قصائد مختمرة بالعشق
تجعلكَ تتمرن على الحبِ بين ذراعيَّ
ووجوه النساء الغير مكتملات تضيع منكَ بأولِ عناق
يا وجهي البعيد..أني أحب كل الأشياءِ التي تعيدني اليك
احبُ سيجارتكَ وكاسكَ وبكاؤكَ وصمتكَ
والأمل واليأس المركونان على طاولتكَ
حتى شيخوختكَ المقبلة..وشبابكَ الذي أكلته الحروب والحصار.
أنتَ هناك..وأنا هنا…أوقضكَ بقصيدةٍ
فبيني وبين الشعرِ خصام
وبينك وبيني هيام
وتجاعيد عينيكَ كفيلة بأن تصالحني مع العالم أجمعه.