تقارير وتغطيات

“الذكاء الوجدانى والتوافق الزوجى”.. في ندوة ثريه بقصر ثقافة الشاطبي بالاسكندريه

كتب – محمود عوضين، وكيل وزارة الثقافة المصرية  الأسبق:
“الذكاء الوجدانى والتوافق الزوجى” تحت هذا العنوان البراق الذى يكشف بوضوح عن اهمية الموضوع ، وحيويته الشديدة ،وما يثيره من اهتمام كبير لدى الجمهور العام شبابا وكبارا متزوجين وغيرمتزوجين ،او من يقبل على الزواج ، ويفكر فى اختيار “نصفه الاخر” لتكون شريكة حياته ، كان لنا لقاء فى رحاب “ندوة الاحد ” بقصر ثقافة الشاطبى، و التى ينظمها ويرعاها الاديب الكبير الاستاذ محمد عبد الوارث رضوان ، حيث شرفنا على المنصة بالدكتورة عبير يوسف استشارية الصحة النفسية ، متحدثة عن ” الذكاء الوجدانى والتوافق الزوجي “كاشفة عن ميلاد مصطلح “الذكاء الوجدانى” ودلالته ، وعلاقته الوطيدة ،وتأثيره الكبير فى احداث وتفعيل “التوافق الزوجى” تلك الفريضة الغائبة عن المجتمع اليوم ،والتى انعكست بظواهر سلبية على العلاقات الاجتماعية على مستوى الاسرة ،وعلى مستوى المجتمع ،خاصة مع انتشار وشيوع حالات الطلاق فى الحالة الراهنة فى مصر .
واوضحت كيف يقوم “الذكاء الوجدانى” على الوقوف مع الذات ،والتعر ف على جوانية الشخص وما يعتنقه من مثل و ميادئ وقيم ، وما يسعى اليه من اهداف، وبالمثل وعلى الجانب الاخر التعرف على مدى توافر هذه السمات فى الاخر الذى يود الارتباط به ،ويستهدف ان يتخذ منه نصفه الاخر وشريكا فى الحياة تحت مظلة الرباط المقدس، الذى يجمع بين الرجل والمراة فى رابطة الزواج.
وعلى هدى من هذه المعايير يمكن ترشيد الاختيار، وتلك هى اللبنة الاولى فى التأسيس لهذه العلاقة المقدسة، فصحة الاختيار مع الصدق مع النفس، ومع الاخر هو حجر الزاوية فى اقامة علاقة زوجية هادئة ومستقرة تحقق السعادة لطرفيها رجالا ونساء، ومن ثم تكوين “اسرة” سعيدة، ينعم فيها الزوجين والابناء بحياة صحيحة يسودها الود والرحمة والسكينة ، وبذا نقدم للمجتمع ،خلية حية وناضجة تسهم فى نهوضه وتقدمه .
ومع التسليم بحتمية وجود مساحة ما من الاختلاف بين الطرفين ،الا ان هذا لايقف عائقا امام  ” قبل الاخر”  والسعى نحو احداث التوافق فيما بينهما، وتنميته، بتعميق عاطفة الحب على النحو الذى يحب ان يستشعره ويتقبله الطرف الاخر، ويتأتى ذلك بتبنى اهتمامات ” الاخر” وتعظيم هذا الاهتمام بشكل او اخر ، للتأكيد على ان ” السعادة المشتركة ” تتحقق فى سعى كل منا نحو اسعاد الاخر .
وعقب على ذلك من المنظور الدينى، دكتور احمد رشاد، مدير مكتب وكيل وزارة الاوقاف بالاسكندرية، على هدى من الكتاب والسنة، شارحا الاسس القويمة والركائز السليمة لرابطة الزوجية، بدءا من الخطوة الاولى، وهى حسن الاختيار، ومعايير هذا الاختيار كما ورد بحديث رسولنا الكريم محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة وازكى السلام: ” تنكح المرأة لاربع ،لمالها وجمالها، وحسبها، ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك “مؤكدا على ضرورة حسن المعاملة بين الزوجين ،متخذا من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  مثلا اعلى و”قدوة ” لنا فى رسول الله اسوة حسنة .
جدير بالذكر، أن هذه الندوة لاقت قبولا واسعا لدى الحضور الكريم غير المسبوق، وتفاعلا كبيرا فى مداخلات ثرية بين المنصة والحضور، و شرفت بادارة هذه الندوة، داعيا الحضور الكريم لأن نتخذ من أنفسنا سفراء، نحمل للاخرين الذين لم يتسن لهم الحضور، رسالة حب ووئام ونضج، وترشيد فى حسن الاختيار ،لاقامة علاقات زوجية سعيدة، تعكس البهجة والسلام والوئام، وتعيد التوازن الى المجتمع المصرى .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى