إبداعات

ريحانتان

بقلم – أحمد رفيق:

ريحانتا القلب الشجي 

تتقاذفان الموج في أحداق أمي

يمتح الأشواق دلهما

فتصبو للمُغيّب في الحضور

و هما تحدان الملاحة كل حد مثل أقواس المطر

تتواثبان الضحك

من لون للون ضفائر الشمس المبهرج بالغروب

فكشفن عن لون جديد

يعتاض بالرسم المنمق أن نطير

يتقاسم التأويل ضحكهما

فنغضي من جلاء الوهم

و لا أحصى لـــكَم جلب اتساعُ  الرسم

ألوانا ، أقاصيصا ، أحاجيا

تخاتلها الدموع فترتدي ضحك الأبوة

ساخر منا

يقلد خطوتي

هذا المخادع !

أواه أنت هنا !؟

و أنتِ أيضا ؟!

بنتان تبتدران رسمهما

يجرنا بيت المعلقة ، الطلول

( قفي قبل التفرق يا ظعينة )

لكنها  رسم يفر

لم يعتد الأسفار فوق النوق

و العجلات أخفاف تهز ملاطنا

لمراجل التحنان

( نخبِّركِ اليقين و تخبرينا )

السائس الأعمي يقود خطى القوافل

لم يحدد وجهة

يكفيه شبر من تراب النؤي

يسترفد شذى أطيافه

هنا مرت غدائرها

تداعبها المدراي

هنا صالت ركائبها

و بانت

( لهف نفسي )

مثل الكثيب عجائز الورّاد

مثل النسيم

ومثل خوط البان

مثل المها

يا حيرة الأمثال

شدت بأقلام الرصاص خيامنا

و غدا ستبني قلاعنا ،

و سماءنا ، و نجومنا ، و البدر مكتمل

يداعب نخلها العالي الخصيب

رسمت ( هنا ) شمسا تُزايل خِدرها

زهرا و أطفال المدارس

يخفق النسر  المتوج فوقها

رسمت و ( ديمة ) تفترش ألوانها

تعطي لأزرقها بحارا فوقها قطر و غيم

تعطي لأخضرها أمان الروح

أشجارا توطئ خضرة الأرواح

إذ تدعو لمرسمها الحياة

وحده الليل المشاغب ينتظر

أن تترك النجمات أمراس الحبال

أو تُرفع الأستار عن يوم جديد

و كان يا ما كان

في سالف الأحلام

ما ليس في الإمكان

يشده خيطان

من نسج أيدي الجان

و الغيب صار الآن

في لوحة الأيام

أمان ثم أمان

للراسمات أمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى